عطا بنانه
في بعض الدول العربية الرياضة والشباب تتبع الى وزارة الرياضة والشباب إنما في سورية تتبع الى الاتحاد الرياضي العام وهو قمة هرم الرياضة السورية وتتبع له في المحافظات لجان تنفيذية نشأت مع قمة الهرم بموجب المرسوم التشريعي رقم 38 الناظمة للحركة الرياضية في سورية والصادر بتاريخ 28 شباط 1971 .
ويأتي الاتحاد الرياضي العام ثمرة من ثمار الحركة التصحيحية المباركة الى جانب الاتحادات الأخرى كاتحاد الفلاحين واتحاد شبيبة الثورة والاتحاد النسائي واتحاد الطلبة الى ما هنالك من اتحادات أخرى كانت واحدة من ثمار حركة التصحيح المباركة .
ـ والاتحاد الرياضي العام في سورية شأنه شأن وزارة الرياضة والشباب من حيث المضمون قولاً وفعلاً وهو الأول والأخير في ميادين الرياضة المحلية والعربية والقارية وحتى الدولية .
وقد قدمت هذه المقدمة لأنقل الى قرائي الكرام صورة عن الاتحاد الرياضي العام الحالي في سورية وعن دار الاتحادات الرياضية في الخمسينيات وبداية الستينيات حتى شباط 1971.
ـ دار الاتحادات الرياضية في حلب كانت عبارة عن مقر كائن في محطة بغداد يتألف من ثلاث غرف وتجتمع فيه على مدار أيام الأسبوع كل اللجان الفنية الفرعية لكل الألعاب الرياضية وهي تنسق فيما بينها زمن الاجتماعات بشكل لا يتعارض مع اجتماع أكثر من لجنة فنية في يوم واحد . وكان يقوم بخدمة هذه اللجان مجتمعة مستخدم واحد يدعى أبو عصام جركس ويؤدي كافة الخدمات لكل اللجان فيقوم بطبع الاجتماعات الدورية وتوزيعها على من يهمهم الأمر وواسطته في تأمين الخدمة دراجة عادية إضافة الى صيانة وتنظيف الدار وتقديم الضيافة الى كل اللجان المجتمعة على مدار الأسبوع.
وظل الحال على هذا المنوال حتى ضاق على المسؤولين دفع إيجار المحل فانتقلت اللجان الى ملعب 7 نيسان ((الملعب البلدي سابقاً)) وكان في استقبالهم آنذاك مدير الملعب المرحوم الأستاذ فخري النيال ومن بعده المرحوم الأستاذ محمد السروجي وظلت تلك اللجان في اجتماعاتها الدورية حتى صدر المرسوم /38/ فاستقر وضع هذه اللجان وتوزعت على مكاتب وغرف اللجنة التنفيذية ومارست عملها في انتظام بإشراف اللجان الفنية العليا والاتحاد الرياضي العام .
* والمرحوم الأستاذ فخري النيال شخصية رياضية كبيرة وكان لاعباً أساسياً في منتخب سورية لكرة القدم ثم أصبح مدرباً معتمداً وأول ما أسند اليه تدريب منتخب طلاب حلب الذي كان يضم أبرز نجوم كرة القدم في سورية أمثال وائل عقاد ويحيى حجاب والحارس محمد مبيض .الى العديد من النجوم الكبيرة في صفوف نادي حلب الأهلي والعربي سابقاً.
وكان يشارك الأستاذ النيال في قيادة الفرق المرحوم صلاح قواف والمرحوم صبحي غضنفر وكلاهما من مؤسسي النادي العربي الرياضي ((الحرية حالياً)) منذ عام 1924 وهو تاريخ تأسيس نادي بني حمدان الذي أغلق بسبب انتماءاته الوطنية أيام الانتداب الفرنسي على سورية ثم أعيد تأسيسه عام 1936 باسم النادي الرياضي ثم استبدال بتأسيس آخر باسم النادي العربي سنة 1952 .
وسنأتي على ذكر هذا النادي جملة وتفصيلاً إن شاء الله .