السويداء/الجماهير-محمود جنيد
مع فشل المحاولة الثالثة لبطلنا العالمي مجد الدين غزال بتجاوز ارتفاع 2.25م، و بالتالي عدم تمكنه من التأهل إلى الدور النهائي لمنافسات الوثب العالي في أولمبياد طوكيو، تداخلت معنا الصور التي تعبر عن تعاقب الأجيال، ولن نقول البداية و النهاية، بين المشهد الحي أمامنا، و الآخر المدرج في قائمة الذاكرة للموهبة الشابة الصاعدة حيان الصفدي (20) سنة، الذي التقيناه على مضمار الملعب البلدي في السويداء، يجري تدريباته بالوثب العالي تحت إشراف المدربة وعضو اتحاد ألعاب القوى فداء الشوفي.
خامة الصفدي ( المقومات و القوام البدني) تدلك على هويته كلاعب قوى (وثب عال)، وكانطباع أولي وبعد متابعة عدة محاولات خلال التدريبات، كان من بينها ناجحة على ارتفاع 190 سم، وسط الظروف التي حضرت أمامنا وأبسطها عدم توفر التجهيزات المناسبة، و أكثر من ذلك قد يكون فيها خطورة عليه ( الحذاء الممزق و الوسادة غير المستوية)، دعتنا لوصفه بخليفة الغزال في اللعبة وحامل الراية من بعده.
حوارنا مع اللاعب، كشف لنا جانباً آخر متعلقاً بمعاناته من مرض ضعف الجهاز المناعي بمنشئه النفسي، الذي هزمه الصفدي بعد أن حقق قفزة نوعية فوق حاجزه الصعب، بإرادته ومساعدة من حوله ومن بينهم مدربة ألعاب القوى فداء الشوفي التي اكتشفته خلال إحدى البطولات المدرسية في محافظة السويداء، ودفعته لمضمار القوى ليحقق أولى بطولاته على مستوى الجمهورية لفئة الشباب في العاشر من آذار 2020، وقفز حينها لارتفاع 190 سم وكاد يدرك المترين، بعد أقل من عام على انطلاقته.
الصفدي أكد بأن مدربته الشوفي لم تقصر يوماً معه ودعمته بكل قوة، إلا أن ذلك (يضيف) لا يخفي واقع غياب الدعم و الاهتمام ومقومات التطور الذي ينشده، لتحقيق مايصبو إليه، و السير على خطا بطلنا مجد الدين غزال وصعود منصات التتويج العالمية و الأولمبية، وهنا دخل على خط الحديث أحد المتحمسين لموهبة اللاعب من الأشخاص الكثر الذين واكبوا الحوار، مشيراً إلى أن موهبة اللاعب التي يمكن البناء عليها ليصل إلى القمة، تصطدم بعدم وجود مدرب متخصص على مستوى عال يقوده إلى المكانة التي تكافئ موهبته الكبيرة التي قد تواجه مصير الأفول في حال بقي حال غياب الدعم و الرعاية للاعب على ماهو عليه.