دمشق- سانا-الجماهير
قبل عدة سنوات، وبمتابعة مباشرة من السيدة أسماء الأسد بدأ العمل على إنشاء أول مركز من نوعه لزرع الخلايا الجذعية لمعالجة الأطفال المصابين بالسرطان وأمراض الدم الوراثية والمستعصية في سورية إضافة إلى أمراض نقص المناعة الخلقية والأمراض الاستقلابية الخلقية.
وفي حزيران الفائت وبعد جهود كبيرة أصبح الإنجاز حاضراً في مقابل العجز، والشفاء في مقابل المرض والمعاناة، والقوة في مقابل الحصار ، عندما افتتحت السيدة أسماء المركز داخل مشفى الأطفال بدمشق لينطلق العمل ويبدأ الأمل بشفاء مئات الأطفال.
المركز تم تجهيزه بأحدث التقنيات الطبية، مع اعتماد أعلى المعايير الفنية والهندسية التي تكفل أفضل درجات الوقاية والتعقيم والعزل التي تضمن سلامة الطفل المريض ونجاح العمليات. وتم تصميم هذا المركز ليراعي تحقيق العزل الطبي للطفل دون أن يُبعده عن أمه وأهله. وتم تجهيز الغرف والأقسام والوحدات الموجودة فيه بكل ما يلزم من بنية تحتية وتجهيزات طبية وتقنيات تعقيم وتهوية عالية لإجراء عمليات الزرع، كما تم تزويد المخبر بأحدث الأجهزة التقنية للقيام بكافة المهام المطلوبة حسب البروتوكولات الطبية العالمية.
ويأتي هذا المركز في عمق الخطة الوطنية للتحكم بالسرطان في سورية وبداية لسلسلة إنجازات هامة جداً في مجال رفع مستوى التحكم بالسرطان والتي ستتوالى خلال الأشهر والسنوات القادمة، وليكون نواة مستقبلية للمشاركة في أبحاث العلاج بالخلايا الجذعية لكثير من الأمراض المستعصية التي أصبحت ضرورة حتمية في المجال الطبي لتحقيق الحياة المريحة والسليمة لكثير من المرضى.
لم تمض سوى عدة أسابيع على افتتاح المركز حتى أجريت أول عملية معقدة لزرع الخلايا الجذعية الدموية، للطفل مرتضى كينيا البالغ من العمر 9 سنوات والتي يقول الفريق الطبي إنها كانت عملية ناجحة، حيث أتاحت إعادة تكوين نقي العظم وبالتالي إعادة إنتاج الكريات البيض وخضاب الدم والصفيحات الدموية.
وكان مرتضى، يعاني مما يُعرف علمياً باسم (النوروبلاستوما) وهو من أخطر السرطانات أو الأورام الخبيثة التي تُصيب الأطفال. وقد زارته أمس السيدة أسماء الأسد في منزله بريف دمشق واطمأنت عليه وشاركته فرحة سلامته واستمعت منه لحكايات طفولية جميلة عما شاهده وعاشه خلال فترة إجراء العملية.
ومع تماثله للشفاء اليوم تزرع ابتسامتُه الفرحة في قلوب أفراد أسرته وأحبّته.