الجماهير || عتاب ضويحي
تعتبر مهنة تبييض النحاس من المهن التقليدية القديمة التي توارثها الآباء عن الأجداد محافظة على نسقها والتزامها بأدواتها على الرغم من التطور الحاصل.
ومع ندرة استعمال النحاس في الحياة اليومية عدا أغراض الزينة والديكور إلا أن مهنة التبييض لازالت تقاوم صدأ النسيان.
“الجماهير “كان لها وقفة مع الحرفي كمال قاسم أحد مزاولي المهنة منذ 34 عاماً للتعرف عليها والصعوبات التي تواجهها.
بداية أوضح قاسم أن مهنة المبيض قديمة وانتشرت في حلب كثيراً كسائر المدن الأخرى، وتتم عملية التبييض بتحضير المبيض القطعة النحاسية، يسخنها على النار ومن ثم يضع بداخلها الرمل ويفركها بقطعة من الجلد بواسطة القدمين لحين التخلص من الصدأ والأوساخ العالقة عليها، ويستغرق ذلك وقتاً وجهداً كبيرين، بعد ذلك يذيب مادة القصدير مع النشادر ويفرك داخل الوعاء بواسطة قطعة من القطن، حتى تبّيض الآنية ومن ثم تفرك بالرمل وبعدها تغسل بالماء، وفي وقتنا الحاضر أصبح تبييض النحاس أمراً سهلاً، باستخدام مواداً مثل السلفات الكلوريد والقطرونة، إضافة لتلميع وتلبيس معادن وتنكيل الأواني الحديدية، الستانلس سواء للمعامل أو المنازل وتغطيسها وتلبيسها بألوان “الذهبي، الأحمر والأبيض”، إلى جانب تلميع جنط وطبون السيارت، رؤوس الغاز، والإكسسوارات النسائية.
وتواجه المهنة والكلام للحرفي كمال صعوبة في تأمين المواد ذات الجودة العالية، فالمتوفر في الأسواق جودته خفيفة وأسعاره غالية، ويصل كيلو القصدير الى 30 ألف ليرة وأجور تبييض النحاس مكلفة على عكس الأنواع الأخرى.
ويرى قاسم أن مهنة التبييض فيها فن من حيث خلط المواد وضبط العيارات وجودة التلميع، وطالما هناك أواني حديدية واستانلس ونحاس لايزال الإقبال عليها مستمراً لها روادها ومحبيها.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام