حفل تراثي لإعادة إحياء مقام البستنكار النادر

الجماهير – أنطوان بصمه جي

أقامت مديرية المسارح والموسيقا، مسرح حلب القومي بالتعاون مع فرقة بيت الفنون للتراث بإدارة الأخوين حداد والإشراف الموسيقي للمايسترو عبد الحليم حريري حفلا تراثيا بعنوان “رحلة مع مقام البستنكار” مساء اليوم على مسرح دار الكتب الوطنية، بحضور عدد من المهتمين بالشأن الموسيقي والثقافي.

وقدمت فرقة بيت الفنون للتراث ومضات من التاريخ الفني الغني، وهي الفرقة التي تعنى بنشر التراث العربي عموماً وقد قدمت مقاماً موسيقياً محروفاً، له خاصية متفردة، وهو مقام البستنكار المؤلف من مقامين، هما الصبا والسيكا، إضافة لتقديمها فقرات سماعية وباقة من الموشحات المتنوعة المرتبطة بالتراث، إذ لاقى استحسان الجمهور الذي تفاعل طرباً ونشوة مع ما تم تقديمه خلال الحفل.

ونوهت رئيسة دائرة مسرح حلب القومي رنا ملكي أن الحفل التراثي الذي أقيم برعاية وزارة الثقافة ومديرية المسارح والموسيقا بحلب، جاء تلبية لأحد أهداف مسرح حلب القومي، وهو نقل التراث والمحافظة عليه ضمن الأصول، وأن المناخ الموظف لنقل التراث اليوم هو الأمسيات والفعاليات الفنية والموسيقية، والتي تغتني بالتراث اللامادي غير الملموس، ولكن الملامس الروح، وهي مسؤولية الجميع لنقل هذا التراث والمحافظة عليه.

بدوره كشف محمد حداد مدير فرقة بيت الفنون للتراث أن حفل اليوم يتضمن تقديم موشحات لم تغنَ منذ 40 عاماً، في حين يتم اللجوء بشكل دائم للموشحات المغناة في الزوايا الصوفية وإخراجها بقالب جديد، مبيناً أن الفرقة مكونة من أربعة مطربين ومرافقة لتخت شرقي كبير “كورال” مكون من 27 شخصاً، في حين أن العدد الإجمالي للفرقة يتجاوز ال 40 شخصاً، وذلك تبعاً لمساحة المكان الذي يقدم فيه الحفل، مؤكداً وجود مشاركات دولية تمت قبل الحرب في مصر والمغرب والجزائر وعدة دول عربية وأجنبية منها الهند ضمن أسابيع ثقافية، وهي بمثابة تمثيل لمدينة حلب، المدينة الأحق بتمثيل التراث السوري انطلاقاً ً من كونها المحافظة السباقة والمشهورة بالقدود والموشحات والقوالب الغنائية كافة.

وأوضح المشرف الموسيقي عن الحفل عبد الحليم حريري أن الحفل التراثي في غاية الأهمية لعرضه مقام نادر التلحين، وهو مؤلف من مقامين الصبا والسيكا، مبيناً أن لكل مقام موسيقي طريقة تلحين، والعمل عليه صعب، لذلك فهو مقام نادر بسبب صعوبته، مبيناً أن العرض يشمل تقديم 5 موشحات على مقام البستنكار، منها موشح لأبي خليل القباني، والثاني موشح قديم و 3 موشحات حلبية، يتضمن كل موشح منها إيقاعاً مختلفاً، وكذلك تقديم أغان من مقامات مختلفة، منها البياتي والكورد والراست، لكن التركيز على الوصلة الجماعية من مقام البستنكار لتكريس صلة الوصل وعدم اندثار هذا المقام الموسيقي النادر.

تصوير: هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار