نسورنا على مفترق ميانمار!

محمود جنيد

كل ما نخشاه أن يتجرأ متذيل فرق مجموعتنا ميانمار على منتخبنا في المباراة التي سيختتم بها الطرفان مرحلة الذهاب من الدور الثاني للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 وآسيا 2027، ويطالعنا بمفاجأة خطف نتيجة إيجابية كنا ننتظرها من منتخبنا السوري أمام محاربي الساموراي الذين أشهروا سيوفهم البتارة أمام نسورنا وأصابوها بخماسية نظيفة مع الرأفة.!

و كما كان متوقعاً، شغل منتخب ميانمار دور الحصالة ضمن المجموعة التي يتواجد فيها منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، إذ خسر منتخب ميانمار مواجهتيه أمام كل من اليابان وكوريا الشمالية بنتائج عريضة، واستقبلت شباكه ١١ هدفاً مقابل هدف يتيم زرعه في مرمى المنتخب الكوري الشمالي ليحتل المركز الأخير دون منازع.

منتخبنا في مباراة الأمس أمام المنتخب الياباني العالمي ظهر كقشة في مهب الريح، صمد ثلثي وقت الشوط الأول قبل أن ينهار بصورة غريبة لتستقبل شباكه ثلاثة أهداف في غضون تسع دقائق وسط حالة من الضياع والفوضى التي اتسم بها أداؤه الانهزامي المفرط بالانغلاق الدفاعي، دون مبادرة أو شخصية أو حلول فردية أو تكتيكية، وهو ما انسحب على الشوط الثاني الذي اضاف فيه المنتخب الياباني الذي لم يجد أي مقاومة أو ردة فعل تذكر، هدفان لينهي المواجهة التي بدت كحصة تدريبية بالنسبة له بخماسية، هي النتيجة الأثقل في تاريخ مواجهات الفريقين على أرضنا الافتراضية، كما هي الأقسى لمنتخبنا ضمن تصفيات كأس العالم عبر تاريخه، وفي ذلك دلائل واضحة على الصورة المخجلة التي ظهر فيها منتخبنا مع كوبر الذي سقط في الامتحان!

ماذا بعد؟  ..سؤال يطرح نفسه ونحن مهددون بفشل ذريع قد يفضي إلى الغياب حتى عن النهائيات الآسيوية، مع النتيجة الكبيرة التي حققها المنتخب الكوري الديمقراطي أمام ميانمار بطرق مرماه بنصف دزينة من الأهداف قابلها هدف شرفي، هذه النتيجة التي علينا مجاراتها لتستقيم معنا حسبة التأهل إلى الدور الثالث كصاحب مركز ثانٍ عن مجموعتنا، لاسيما وأن مواجهتنا مع المنافس المباشر  على تلك البطاقة وهو المنتخب الكوري الديمقراطي، ستكون على أرضه إياباً، وكنا تفوقنا عليه بشق الأنفس في لقاء الذهاب بالنتيجة دون الأداء.

الفوارق كبيرة بيننا وبين المنتخب الياباني ونحن نلعب على أرضنا  الافتراضية، لكنها أصلح من ملاعبنا الصفراء التضاريسية الطينية، والجمهور السوري في جدة لم يبخل بالحضور والدعم والمساندة، وبالتالي فإن فداحة الخسارة لم تكن مبررة، والمستوى الباهت الذي ظهر به منتخبنا في مباراتيه ضمن التصفيات غير مبرر، لعل ما حصل يشكل صدمة عكسية إيجابية يستفيق معها كوبر والمنتخب -هذا في حال لم يطاح بالأول- لتدارك الأمور قبل فوات الأوان، والخروج كعادة بخيبة أمل تلبس خفي حنين.!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار