بقلم: محمد أبو ياصف..
ما جرى في ساحة الكرامة بمدينة السويداء، وامتداده إلى شهبا، لا يمكن وصفه مجرد احتجاج مطلبي عابر، بل هو انزلاق خطير في الشعارات والممارسات. فعندما يرفع البعض شعارات “حق تقرير المصير” و”الاستقلال عن سورية”، فإنهم يتجاهلون أن المصير الحقيقي لا يكون بالارتماء في أحضان الخارج، ولا باستدعاء رموزه الأكثر عداءً للأمة، بل يكون عبر التمسك بالكرامة في إطار الوطن الواحد.
الأمر الأكثر استفزازًا كان رفع علم الكيان الصهيوني، وهو فعل لا يعبّر عن حرية أو استقلال، بل عن ارتهان لمشروع تقسيم الأوطان وتفكيكها. فكيف يطالب المرء بالحرية تحت راية كيان لم يعرف سوى الاحتلال والتوسع على حساب شعوب المنطقة؟
إن رفع شعارات الانفصال ورموز الخيانة يمثل جُرمًا مزدوجًا: خيانة لمعاناة الناس الحقيقية، وخيانة لدماء الشهداء الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعًا عن الحرية والكرامة ووحدة التراب السوري.
إن ما تشهده السويداء اليوم ليس مجرد احتجاج عابر، بل اختبار حقيقي للوعي الوطني. فبين حق التعبير المشروع وخطوات التقسيم الخطر، ثمة فارق يجب أن يكون واضحاً لكل مواطن غيور.
لا كرامة تحت علم الاحتلال، ولا حرية بتمزيق الوطن وأن نجعل من السويداء ساحة للكرامة الحقيقية، لا منصة لمشاريع الأعداء.