زيارة البطريرك يازجي إلى قصر الشعب وحدة الموقف والرسالة الوطنية

بقلم جهاد جمال…..

استقبال الرئيس أحمد الشرع لغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية سائر المشرق للروم الأرثوذكس في قصر الشعب بدمشق لم يكن مجرد بروتوكول تقليدي بل جاء ليحمل دلالات وطنية وسياسية عميقة تؤكد ثبات الموقف السوري على وحدة النسيج الوطني ورفض أي مشاريع للتقسيم أو التفتيت اللقاء الذي جمع رئيس الدولة بأحد أبرز الرموز الروحية في المنطقة أضاء على الدور الوطني للكنيسة في ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز ثقافة العيش المشترك بما يسهم في حماية السلم الأهلي وإرساء دعائمه على أسس راسخة من التفاهم والتآخي بين أبناء الوطن الواحد
زيارة البطريرك إلى قصر الشعب حملت رسالة مزدوجة إلى الداخل أولاً بأنها تأكيد على أن جميع المكونات السورية متحدة في مواجهة التحديات وأن الكنيسة بما تمثله من إرث روحي وحضاري كانت وستبقى شريكاً أصيلاً في حماية الوطن والدفاع عن ثوابته وإلى الخارج ثانياً بأنها تعبير واضح عن وحدة الصف الوطني في وجه الضغوط الخارجية وأن دمشق ما تزال قادرة على جمع رموزها الروحية والسياسية في مشهد واحد يعكس قوة الدولة السورية وتماسك مؤسساتها

إن حضور البطريرك يازجي إلى قصر الشعب يعكس التقاء الرمزية الروحية بالرمزية السياسية في موقف واحد يعزز اللحمة الوطنية ويرسخ مفهوم الدولة الجامعة لجميع أبنائها فالكنيسة في سوريا لم تكن يوماً مجرد مؤسسة دينية بل كانت دائماً حاضرة في الشأن العام تنحاز إلى الوطن وأهله وتؤكد أن الانتماء إلى سوريا يعلو على أي انتماء آخر

وبالمحصلة فإن هذا اللقاء يؤكد أن سوريا تسير بخطى ثابتة نحو تكريس وحدة مجتمعها وأنها عصية على محاولات الشرذمة وأن صوت المواطنة الجامعة سيبقى هو الأساس الذي يجمع أبناء الوطن بمختلف أطيافهم لتبقى سوريا وطناً واحداً لجميع أبنائها

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار