حذار… من صاحب الكدمة الزرقاء!

د. سعـد بساطــة

منـذ طوّر الإنسان البندقية، ابتكر معها القـ. ـناص، و كان القـ. ـناص قاتـ. ـلا عشوائيا يردي كل مـن يتحرك أمامه، لذلك كان مكروهاً من كل الجهات وكان عقابه المـ. ـوت بشكل شنيع.

مصيبة القـ. ـناص التي كان يعاني منها أنه لم يكن يستطيع إخفاء مهنته، كأن يدعي بأنه حارس العمارة، أو أنه مجرد مواطـن عادي، ولكـن كشفـه كان سهلاً.. تسألون كيف؟ يتم التعرف عليه من الكدمات الزرقاء المطبوعة على كتفه، الناتجة عن ارتداد البندقية التي يحملها.

 

ولكن؛ نتساءل ما عـلاقة هذا بموضوع اختيار موظف لوظيفة ما؟ (بخاصة إذا كان له خبرات سابقة).

 

صاحبنا – مهما كان المنصب الذي يشغـله – تعـامل مع مرؤوسين؛ ورؤساء؛ وزملاء أنداد؛ وزبائن؛ وموردين في شركات أخرى.. ولا ريب أنـّه ترك انطباعـات متباينة – بسبب سلوكيته واستخدامه لسلطاته- ؛ بقليل من التنقيب في سيرته الذاتية؛ وباتصال هاتفي واحد أو أكثر ..يمكن تحصيل الكدمـة عـلى كتفه؛ هل هي إيجابية أم سلبية؛ مفيدة أم ضارة..(هي الطبعـة الزرقاء في سيرة العـمل الخاصة به).

حتى لو كان هو خالياً من أيّ إشارة, فما فائدة موظف – لاسيما من هو بموقع هام- إذا كان كالماء – لالون ولا طعـم ولا رائحة – أنت لا تبحث عـن هكذا شخصية؛ بل عـن مسؤول فعـال يترك انطباعـا ً مشرقا ً لدى من حوله؛ ولولا ذلك لحل محلـّه “روبوت” يقوم بالأعـمال المجهدة والمتكررة والدقيقة منها؛ دون تذمـّر أو أية أخطاء!

هنالك الموظف السلبي الذي ينشر فضاءه المحبط في جو العـمل؛ وهنالك المثير للمشاكل والذي تحتاج لثلاثة معـه لحل ما يسببه من معـضلات ضمن العـلاقات الإنسانية؛ لا ننسى الموظف كثير الشكوى: من زملاء العـمل؛ من حجم العـمل؛ ومن الزبائـن!

 

زميلان متنافسان في كل شيء يضحكان بسبب فرط تسابقهما في إرضاء زبون العـمل؛ لاحظ أحدهما أنـّه يضحك.. (أكثر) من زميله!

 

أذكر مرة أتتني شابة ممشوقة للعـمل كسكرتيرة لدي في إحدى المشروعـات الدولية؛ سألتها عـن عـملها السابق فكان سكرتيرة في مشفى مشهور وراتبها كان مميـّزا ً في حينه؛ تساءلت عـن سبب تركها العـمل؟ قالت بجديـّة (( كرهـت الزبائن؛ فكل الذين كانوا يراجعـوننا كانوا “مرضى” ))!!!

 

تذمـّر أحدهم من ردة فعـل رئيسه بالعـمل عـندما قال له “كسرت ذراعـي في موضعـين”.. فنصحه بتجنـّب الذهاب لتلك المواضع!

 

هنالك نصائح عـدة للتعـامل مع الموظف السلبي؛ تجنب الرد عـلى استفزازاته.. ضع حدودا ً للعـلاقة معـه.. ارفع الأمر للشؤون الإدارية (أو رئيسه المباشر)..حاول معـرفة الدوافع وراء سلوكه. ولكن الأسلوب الأنجع بحسب حكمة الأقدميـن- هو: أوقيـة احتياط ولا رطل عـلاج؛ أي استباق المرض قبل أن ينتشر.. كيف؟ التنقيب عـن الكدمـة الزرقاء عـلى كتافه!!!

 

طلبت إحدى الشركات موظفا ً يتسم بالمسؤولية؛ فتقدم أحدهم.. ولدى سؤاله عـن ذلك؛ أجاب: في عـملي السابق.. كلما حصل خطأ؛ حمـّلوني المسؤولية!

 

ختاماً :لا ننسى أن ّ نشرة الأخبار المسائية تبدأ بعـبارة ليلتكم سعـيدة؛ ثم تبدأ بتعـداد الأسباب التي توضح أنها ليست كذلك!

======

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

 

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

»»»»»

قناتنا على التلغرام:

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار