ملوحة التربة.. أسبابها.. آثارها السلبية على الزراعة.. طرق معالجتها

د. فاطمة مصطفى عبد الرحمن

تعتبر ملوحة التربة تحدياً بيئياً هاماً يجب مواجهته بشكل فعال من خلال تطبيق الإجراءات اللازمة لتحسين جودة التربة وضمان استدامة الزراعة وحماية الموارد الطبيعية.

يشير مفهوم ملوحة التربة إلى تركيز الأملاح المذابة في التربة، والتي قد تؤدي إلى آثار سلبية على الزراعة والنباتات في حال ارتفاع تركيز الأملاح إلى مستويات غير ملائمة.

مناطق انتشار التربة المالحة في سورية:

١-  حوض نهر الفرات: إن المناطق المحاذية لنهر الفرات تعاني في بعض الأحيان من مشكلة ملوحة التربة بسبب استخدام مياه الري ذات الملوحة العالية.

٢- البادية السورية: إن المناخ الجاف ونقص الهطول في هذه المناطق قد يزيد من تكوّن الملوحة في التربة.

مناطق الري السطحي: إن بعض المزارع التي تعتمد على الري السطحي يمكن أن تواجه مشكلات ملوحة التربة بسبب استخدام مياه غير مناسبة.

أسباب ملوحة التربة:

-استخدام المياه المالحة في الري: إن استخدام مياه مالحة غير مناسبة في الري، يؤدي إلى تراكم الأملاح في التربة مما يزيد من ملوحتها.

– تبخر المياه وترسب الأملاح: في المناطق الجافة حيث تكون سرعة التبخر عالية، يمكن أن ترتفع مستويات الأملاح في التربة بسبب ترسبها عند تبخر المياه.

– عدم توفر نظام جيد للصرف الزائد:  عندما لا يتم تصريف المياه الزائدة بشكل جيد ،قد تتراكم الأملاح في التربة مما يزيد من ملوحتها.

آثار ملوحة التربة السلبية على الزراعة:

– سلبي على نمو النباتات: ارتفاع ملوحة التربة يمكن أن يقلل من قدرة النباتات على امتصاص الماء والعناصر الغذائية الضرورية مما يؤدي إلى تقليل نموها.

–  تراكم الأملاح في التربة: ملوحة التربة الزائدة يمكن أن تسبب تراكم الأملاح في طبقات الجذور، مما يحد من نمو الجذور وقدرة النباتات على امتصاص الماء.

– تلف الأنسجة النباتية: ارتفاع ملوحة التربة يمكن أن يسبب جفاف وتلف في أنسجة النباتات نتيجة للضغط الأسموزي الزائد

-. تدهور جودة التربة: تراكم الأملاح في التربة يمكن أن يؤدي إلى تدهور جودتها وفقدان قدرتها على دعم نمو النباتات.

– خفض إنتاجية المحاصيل:  ملوحة التربة العالية قد تقلل من إنتاجية المحاصيل وتقليل عائد الزراعة.

من هنا، يجب مراقبة ملوحة التربة بعناية واتخاذ الإجراءات اللازمة للتحكم فيها وضمان أن تكون ملوحة الأملاح في مستويات صحية لدعم نمو النباتات وتحقيق إنتاجية عالية في الزراعة.

وقد يكون تملح التربة ناتجاً عن تطبيقات زراعية خاطئة قد يقوم بها الفلاحون دون معرفة بالتأثير السلبي الذي تترتب عليه.

سنذكر هنا بعض التطبيقات الزراعية الخاطئة التي قد تؤدي إلى تملح التربة:

– استخدام المياه بمقدار زائد: عند استخدام كميات كبيرة من المياه للري من دون تصريف كافٍ للمياه الزائدة، يمكن أن يتبخر الماء ويترك التركيز العالي للأملاح في التربة، مما يزيد من ملوحتها.

– الري الزائد: عند ري المحاصيل دون احتياجاتها الفعلية من الماء قد تتجمع الأملاح في التربة مع المياه الزائدة وتؤدي إلى تملح التربة.

– استخدام مياه مالحة للري:  عند استخدام مياه غير نقية أو مالحة للري يتركز الأملاح في التربة بمرور الوقت، مما يؤدي إلى زيادة ملوحتها.

– الأسمدة الكيماوية بشكل زائد: عند استخدام الأسمدة الكيماوية بكميات زائدة قد تتراكم الأملاح في التربة من التفاعل بين الأملاح الزائدة والنترات والفوسفات في الأسمدة.

– عدم تطبيق دورة المحاصيل الزراعية:  عدم تبديل المحاصيل وعدم السماح للتركيبة الكيميائية للتربة بالتعادل يمكن أن يؤدي إلى تراكم الأملاح وتملح التربة.

– ترك ركام الملح على السطح: عندما تترك بقايا المياه الراقدة على السطح من فعل الري، يمكن لهذه المياه أن تتبخر وتترك ركاماّ من الملح على سطح التربة مما يزيد من تملحها.

إن إدراك هذه التطبيقات الزراعية الخاطئة واتباع الممارسات الزراعية الصحيحة سيساهم في الحد من تملح التربة والحفاظ على صحة التربة وإنتاجية الأراضي الزراعية.

يمكن تخفيض ملوحة التربة عن طريق اتباع بعض الأساليب الزراعية المناسبة والتي تهدف إلى تحسين جودة التربة وتقليل تركيز الأملاح فيها، نذكر بعضها:

– صرف المياه الزائدة بشكل فعال: وجود نظام صرف فعال للمياه الزائدة قد يساعد في تقليل تراكم الأملاح في التربة وتحسين جودتها.

– الري بمياه منخفضة الملوحة: استخدام مياه نقية أو منخفضة الملوحة في الري بدلاً من المياه المالحة يمكن أن يقلل من تراكم الأملاح في التربة.

– تحسين التصريف الزراعي:  تحسين أنظمة التصريف وتصريف المياه الزائدة بشكل كافي يمكن أن يساهم في منع تراكم الأملاح في التربة.

– استخدام المغذيات العضوية:  استخدام تسميد عضوي مثل سماد الزبدة أو مخلفات النباتات يمكن أن يساعد في تحسين تركيبة التربة وتقليل ملوحتها.

– تطبيق دورة المحاصيل:  تبديل المحاصيل بين المواسم يمكن أن يساهم في تحسين جودة التربة وتقليل تراكم الأملاح.

– الري بنظام الري بالتنقيط:  استخدام نظام الري بالتنقيط يمكن أن يساعد في تقليل فقدان المياه بسبب التبخر وبالتالي تقليل تكثيف الأملاح في التربة.

– استخدام المبيدات بحذر: تجنب استخدام الكميات الزائدة من المبيدات الكيماوية التي قد تزيد من تراكم الأملاح في التربة.

باستخدام هذه الأساليب الزراعية الفعالة يمكن تخفيض ملوحة التربة وتحسين جودتها بشكل عام، مما يساهم في دعم نمو النباتات وزيادة إنتاجية الأراضي الزراعية.

ـــــــــــــــــ

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

»»»»»

قناتنا على التلغرام:

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار