الجماهير|| حسن العجيلي..
تمثل صناعة الألبسة الجاهزة أحد أهم مقومات الصناعة الوطنية ومصدراً رئيسياً لفرص العمل خاصة في مدينة حلب التي تعرف بأنها عاصمة الصناعة السورية والتي تحتضن جميع سلاسل الإنتاج لهذه الصناعة.
واليوم تخوض صناعة الألبسة الجاهزة في سوريا بشكل عام وحلب بشكل خاص والتي كانت مزدهرة قبل الحرب معركة بقاء حقيقية، وتعيش في أصعب أوقاتها في ظل الإغراق الكبير للأسواق بالبضائع المستوردة، ولا سيما ما يعرف ببضائع ” الستوك والبالة “، وهو وما انعكس سلباً على الإنتاج المحلي وأثر بشكل مباشر على آلاف فرص العمل.
ويؤكد الكثير من الصناعيين العاملين في مجال الألبسة الجاهزة أن دخول كميات كبيرة من الألبسة منخفضة الجودة وبأسعار متدنية حول السوق السورية إلى وجهة لتصريف الفائض من المنتجات الرديئة القادمة من مختلف الدول، ما أضعف القدرة التنافسية للمنتج الوطني، رغم ما يتمتع به من جودة وخبرة تراكمية.

منافسة شرسة
الصناعي هيثم الكنج أوضح في حديثه لـ ” الجماهير ” أن المنافسة الحالية شرسة في ظل الاستيراد المفتوح وإدخال مختلف أنواع البضائع دون رقابة كاملة عليها من حيث المواصفات، مضيفاً بأن الصناعي السوري يحارب في هذه الظروف ليثبت حضور المنتج السوري من خلال جودة المنتج والسعر المقبول، رغم استمرار معوقات مثل الكهرباء وتكاليف الإنتاج.
وأكد الكنج أن الصناعة السورية قادرة على منافسة منتجات الدول المجاورة من حيث الجودة والتصاميم الحديثة مستندة إلى خبرة طويلة في هذا المجال تمتد لعقود ماضية.
ضوابط ومواصفات للاستيراد
بدوره رئيس لجنة صناعة الألبسة الجاهزة في غرفة صناعة حلب محمد زيزان أكد أن الصناعة لا ترفض مبدأ الاستيراد لكنها تطالب بأن يكون منظماً وخاضعاً لضوابط واضحة تضمن دخول بضائع نظامية ذات جودة عالية ومواصفات قياسية تطابق المواصفات القياسية السورية، مضيفا بأن غياب هذه الضوابط أدى إلى إغراق السوق ببضائع ” ستوكات وبالة ” دخلت بكميات كبيرة، ما ألحق ضرراً بالغاً بالصناعة المحلية التي تعد من أكثر القطاعات تشغيلاً لليد العاملة.
وأضاف زيزان أن حلب تشكل العمود الفقري لصناعة الألبسة الجاهزة في سوريا حيث تمثل هذه الصناعة نحو 65 بالمئة من النشاط الصناعي في المدينة، مشيراً إلى أن سلسلة الإنتاج النسيجي في سوريا ما زالت متكاملة وتضم تسع حلقات تبدأ من إنتاج الخيط وتنتهي بصناعة الألبسة الجاهزة وهو ما يمنح هذا القطاع ميزة استراتيجية إذا ما تم حمايته وتنظيمه.
وفيما يتعلق بحوامل الطاقة أشار زيزان إلى أن القطاع لا يعاني حالياً من مشكلات كبيرة في هذا الجانب بعد أن تم التوصل إلى حلول بالتعاون مع الجهات الحكومية، لافتاً إلى أن التحدي الأبرز اليوم يتمثل في المنافسة غير المتكافئة مع البضائع المستوردة منخفضة الجودة.
المطالبة بخطط واضحة
ويجمع الصناعيون على ضرورة الإسراع في وضع خطط واضحة مع الحكومة للحد من إغراق الأسواق بالبضائع الرديئة، وتنظيم الاستيراد بما يحمي الصناعة الوطنية ويعيد الصناعة السورية وخاصة صناعة الألبسة لمكانتها كبلد منتج لا مستهلك، ويضمن استمرارية أحد أهم القطاعات الاقتصادية التي لطالما شكلت ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.