الجماهير || اسماء خيرو
في زوايا حي باب قنسرين في حلب القديمة، تقف مصبنة الجبيلي كدليل حي على إبداع أهل حلب في تحويل الموارد المحلية إلى إرث جميل ومستدام.
« الجماهير» تقوم بجولة في هذه المصبنة التي تعود لأكثر من 800 عام، حيث نلتقي مع الحرفي قضيماتي المعروف بـ “أبو محمود”، الذي يشاركنا بحماس تفاصيل عملية صناعة صابون الغار بلهجته العامية العذبة.
تتنوع المكونات في حوض التصنيع، حيث يتم مزج زيت الزيتون وزيت ورق الغار مع الكوستيك السوداء، مصبنة الجبيلي ليست مجرد مكان للإنتاج، بل هي مسرح لقصص وتاريخ عائلة الجبيلي وعائلات حلبية أخرى.
يروي هشام الجبيلي بفخر حكايات من تاريخ أبرز العائلات المرتبطة بهذه الحرفة.
خلال جولة التصوير، تتعانق روائح الصابون مع ضحكات العاملين، الذين يبذلون جهودهم في تسخين الزيت، ومزج المكونات، وتقطيع الصابون الذي يحتاج إلى ثمانية أشهر ليجف.
ويشير الجبيلي إلى أن المصبنة العائلية تعيش أزهى عصورها، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية الأخيرة التي أدت إلى انخفاض تكاليف الإنتاج وأسعار صابون الغار.
قبل مغادرتنا، يعبّر الجبيلي عن أمله في استقرار وأمن سوريا، مع دعوات لفتح آفاق جديدة للتجارة.
تظل مصبنة الجبيلي رمزاً للإرث الثقافي والحرفي العريق، وتجسيداً لعالم يتجدد رغم كل التحديات.
—-
قناتنا على التليغرام 👇🏻