المبادرات الذاتية… مسؤولية وطنية لنهضة البلد

• مصطفى دناور …
في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد تبرز الحاجة الملحّة لتكامل الأدوار بين الحكومة والمجتمع فالنهوض بالبلد لا يمكن أن يكون مسؤولية جهة واحدة بل هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الأفراد والمنظمات والمجتمع المدني إلى جانب الجهات الرسمية
فالحكومة رغم دورها المحوري لا تملك الإمكانيات الكافية للنهوض الشامل بمفردها خاصة في ظل الضغوط المتزايدة التي تتطلب استجابة سريعة وحلولاً مرنة وواقعية وهنا تأتي أهمية المبادرات الذاتية التي يطلقها المواطنون من مختلف مواقعهم سواء كانت مبادرات تنموية أو خدمية أو تعليمية أو حتى بيئية فهي تعبّر عن روح المسؤولية والانتماء وتعزز من قدرة المجتمع على التماسك ومواجهة الأزمات بإيجابية
كما تلعب المنظمات المحلية والدولية دوراً كبيراً في دعم هذه المبادرات سواء عبر التمويل أو التدريب أو التوعية لكن هذا الدعم وحده لا يكفي إن لم يكن هناك تفاعل حقيقي من أبناء البلد أنفسهم الذين يدركون جيداً احتياجات مجتمعاتهم ويملكون القدرة على تقديم الحلول الأنسب لها
من هنا يصبح من الضروري أن يتم العمل على نشر ثقافة التطوع والمبادرة في المجتمع عبر وسائل الإعلام ومؤسسات التعليم والمنابر الاجتماعية فكل فرد قادر على أن يحدث فرقاً مهما بدا بسيطاً وكل فكرة قابلة للتحول إلى مشروع يخدم الناس ويخفف من معاناتهم
إن تفعيل المبادرات الذاتية ومساعدة المنظمات في عملها لا يعني فقط سد الفراغات التي قد تعجز الحكومة عن تغطيتها بل يعني أيضاً بناء مجتمع حي واعٍ ومتماسك لا ينتظر الحلول من الخارج بل يصنعها بيديه واضعاً نصب عينيه مصلحة الوطن أولاً وأخيراً

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار