الجماهير || عتاب ضويحي….
بين فلسفة تعبيرية سريالية وتوثيق تفاصيل المدينة القديمة، تنوّعَت لوحات الفنانين التشكيليين والمهندسين المعماريين غزوان حجو وماجد زمار ضمن المعرض الفني المشترك الذي أقامته مديرية ثقافة حلب بالتعاون مع صالة الخانجي للفنون الجميلة اليوم.

عن مشاركته، أوضح الفنان زمار أن عمله كمهندس معماري مختص بإحياء المدينة القديمة زاد من رغبته في إظهار جماليات المدينة من خلال 11 لوحة تشكيلية تتناول بداية الأشخاص القائمين على عملية بناء المعالم التاريخية والأثرية والبيوت القديمة، انتهاءً بالسلاطين الذين أرادوا ترك آثارهم وأسمائهم منقوشة على الحجر.
مبينًا أن اللوحات شملت حارات حلب القديمة الشعبية، مثل “السفاحية” و”جادة الخندق”، مجسّدًا فيها طقوس الحياة اليومية، إضافةً لضجيجها في مناطق أخرى، إلى جانب عرض عمل فني من القياس الكبير يتناول قلعة دمشق وما تعنيه من دلالات تاريخية.

واختار الزمار الألوان الترابية كونها الأقرب للحجر وللأشخاص الذين امتزج غبار نحت الحجر بهم، ومنهم شخصية النحات “أبو صالح” المعروف بالاعتماد عليه في ترميم البيوت القديمة والحفاظ على طابعها العمراني.
وحيث تتناول مواضيع 30 لوحة صغيرة مراحل تكوين الإنسان ضمن رؤية فلسفية خاصة للفنان التشكيلي حجو، أوضح في حديثه أن هذه المراحل تبدأ من الشعور بالتعب والمرض، واللجوء إلى الله، حيث ينعقد الأمل والحلم ضمن 5 لوحات سريالية. بعد ذلك، ينخرط الإنسان في مجتمعه، وتتبلور ملامحه، ويتنقل بين الانغماس في مجتمع فوضوي وقانون الغاب، وبين الاستقامة ووجود فسحة للأمل، انتهاءً بلقاء الطرف الآخر، وهكذا تستمر دورة الحياة.
وأشار الفنان التشكيلي إبراهيم داوود إلى أن المعرض يجمع طرفين متناقضين، حيث تسود فلسفة الحياة منذ بداية تكوين الإنسان ضمن حالة من الحلم الفلسفي، بطرحه بطريقة عفوية تعكس أعمالًا مهمة بتقنية الأحبار.
في حين، استطاع الفنان زمار من خلال تأثره بالمدينة القديمة أن يجعل المتلقي يعيش أجواءها، وأن لوحاته بمثابة توثيق أدق التفاصيل، سواء الأشخاص أو المعالم الأثرية.
حضر المعرض جمهور من المتابعين للحركة التشكيلية الغنية، ويستمر لمدة أسبوع، من الساعة 12 ظهرًا حتى 2 بعد الظهر، ومن الساعة 6 حتى 8 مساءً.