تربية حلب تبدأ استقبال طلبات عودة الكوادر التعليمية المفصولة: الخطة تستهدف استيعاب ما يقارب ثمانية آلاف عامل وموظف قدموا طلبات عودة سابقة
الجماهير|| أسماء خيرو..
باشرت مديرية التربية في محافظة حلب، رسميًا، إجراءات استقبال طلبات عودة الكوادر التعليمية المفصولين على خلفية الثورة السورية، وذلك في إطار قرار حكومي وصفه المعلمون بـ”الخطوة العادلة”.
جاءت هذه الخطوة تنفيذًا لتوجيهات وزارة التربية والتعليم، التي حددت فترة زمنية لتقديم الطلبات تبدأ من الأول حتى الخامس عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، وسط توقعات باستقبال آلاف الطلبات.

• تحديات تقنية وبشرية
وعلى الرغم من الازدحام الكبير داخل أروقة تربية حلب، والتحديات التي قد تعيق سرعة الإنجاز، إلا أن الموظفين يعملون على قدم وساق لاستلام طلبات (وضع النفس) المباشرة، وفقًا لميديا صلاح الدين محمد، رئيسة دائرة التنمية الإدارية في المديرية.
وكشفت محمد أن أبرز المعوقات تتمثل في الأعطال المتكررة في أجهزة الحاسوب والطابعات، والحاجة إلى موظفين للتعامل مع الكم الهائل من الطلبات المتوقعة، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي الذي لا يصل غالبًا قبل الساعة التاسعة صباحًا، مما يعرقل سير العمل بشكل كبير.
• أرقام أولية وتوقعات متصاعدة
وأشارت إلى أن الأعداد الأولية للمتقدمين بلغت حوالي 700 طلب خلال اليومين الأول والثاني، مع توقعات بارتفاع هذا العدد بشكل ملحوظ، لافتة إلى أن الخطة تستهدف استيعاب ما يقارب ثمانية آلاف عامل وموظف قدموا طلبات عودة سابقة.
• آلية الاستيعاب والتوزيع
وأوضحت أن آلية الاستيعاب ستكون من خلال شقين:
– إبقاء قسم من الكوادر في مواقع عملهم الحالية إذا كانوا يؤدون مهامهم في “حلب الحرة” أو في المجمعات والمدارس خلال الفترة السابقة.
– توزيع الباقين على المدارس التي تشهد شواغر في الريف والمدينة.
وشددت على أن عملية التوزيع ستتم ضمن الشواغر المتوفرة “مع مراعاة وضع المواصلات وصعوبات العاملين”، وذلك بالتنسيق مع دوائر التعليم الأساسي والمهني والثانوي.
• استثناءات وتسهيلات للمحافظات الأخرى
كما أضافت أن المديرية تراعي الظروف الصعبة للمتقدمين من محافظات مثل الرقة ودير الزور والحسكة والسويداء، حيث سُمح لهم بالتقديم في أي ملاك يتواجدون فيه، وتم تسهيل إجراءات تقديم طلباتهم عبر إرسالها بصيغة PDF لرؤساء الدوائر.
وبينت أن الأوراق المطلوبة تتضمن طلبًا خطيًا من الديوان، وحسابًا فعالاً في نظام “شام كاش” المالي، وصورة عن الهوية الشخصية، ورقم البطاقة الذاتية.

• فرحة بإنهاء “ظلم عشر سنوات”
من جانبه، عبر محمد خير الحمالو، معلم صف من بلدة منبج، عن مشاعره وهو يتحدث عن عودته للعمل بعد توقف راتبه منذ أيلول/سبتمبر 2015 بقرار أمني، قائلاً: “أوجه الشكر الجزيل للوزارة على هذه الخطوة، حيث أعادت جميع المعلمين الذين ظلموا زمن النظام البائد”.
وأوضح الحمالو الذي كان يعمل في مدرسة قناة قبلي، أنه قضى السنوات العشر الماضية بدون صرف رواتب، معبرًا عن فرحته بالعودة بالقول: “اليوم تضاعفت الفرحة لتضاهي فرحة التحرير”.

• عودة على أبواب التقاعد
بدوره، عبر محمد حسن الجلمود، الذي كان مفصولاً منذ عام 2020 بسبب الهجرة، عن ارتياحه لعودته قبل بلوغ سن التقاعد، مما يضمن له حقوقه. وقال الجلمود، الذي كان يعمل مدرسًا في مدرسة الشيخ أحمد في سمعان الشرقية: “لم أواجه أية صعوبات… كل شيء سار بشكل جيد وسلس”، واصفًا عودته بـ”الفرحة الكبرى”.
• أمل العودة إلى الفصل الدراسي
من جانبها، أعربت المعلمة ضحى قشرة من مدرسة ذات السواري في حي الأعظمية في حلب، عن سعادتها الغامرة بتقديم أوراق عودتها، قائلة: “لقد عدت من جديد، سعادتي لا يمكن وصفها”. وأضافت: “لم تكن هناك أية صعوبات، الموظفين تعاملهم راق ويعملون بجد، فقط الزحام بسبب الأعداد الكبيرة للمتقدمين”.