ارتفاع تكاليف الزراعة وقطع المياه من بحيرة ميدانكي يُلحِق أضراراً فادحة ب 3 ملايين شجرة رمّان في عفرين
مراسل الجماهير|| محمد الشيخ ..
واقع زراعة الرمان في عفرين؛ من حيث عدد الأشجار، مواقع الزراعة، الأصناف المشهورة، والفرق بينها في الطعم والإنتاج، مقومات وشروط نجاح الزراعة من نواحي التربة والمياه والأسمدة…، التسويق وطرق التخزين، صناعة دبس الرمان، الصعوبات والتحديات التي تهدِّد استمرار زراعة هذه الفاكهة، المطالب الملحة لدعم المزارعين من أجل الحفاظ عليها وتوسيعها.
لتسليط الضوء على هذه النقاط أجرت صحيفة الجماهير لقاءات مع عدد من المزارعين، ومنهم مختار بلدة باسوطة رسول خليل، وتم الحصول على المعلومات الآتية:
3 ملايين شجرة
يبلغ عدد أشجار الرمان الموجودة في منطقة عفرين حوالي 3 ملايين شجرة، تنتشر بكثرة وبشكل رئيسي على ضفتي نهر عفرين بمسافة 70 كم نظراً لوفرة المياه، وذلك في قرى باسوطة، قرزيحل ، عين دارة ، ترندة، غزاوية ، كفيرة ، إسكان ، شح الدير ، جلمة، جويق، دير بلوط، تل سلور ، وفي عدة قرى بناحية جنديرس أشهرها مسكه.
كما يزرع على ضفاف النهر الأسود قرب الحدود التركية وهناك قرية مشهورة جدًّا بزراعته تدعى سوركي والقرى المجاورة.

شهرة الباسوطة
لمع اسم بلدة باسوطة في زراعة الرمان لأنها أول قرية زُرع فيها الرمان، واشتهر بجودة وزيادة الإنتاج، بعدها انتقلت الزراعة إلى أماكن أخرى في عفرين.
و هناك صنفان؛ الأبيض أي (الباسوطي)، والأحمر (الفرنسي)، ولكليهما مذاقات وطعوم متنوعة؛ الحلو واللفّان والحامض.
مقومات وشروط الزراعة
تشمل التربة الحمراء، المياه الوفيرة؛ مع السقاية الكثيرة بشكل منتظم يصبح حجم الثمار وكمية إنتاجها أكبر، ويكثر نمو الأوراق لحماية الثمار، إضافة إلى السماد العضوي (الطبيعي: مخلفات الحيوانات)، وأسمدة اليوريا 43 والفوسفات 23.
القطاف والانتاج
يبدأ موسم قطاف الثمار في الأول من تشرين الأول ويستمر حتى بداية تشرين الثاني.
ولا توجد أرقام دقيقة للإنتاج، غير أن شجرة الرمان المخدومة، والتي ليس فيها مرض تنتج من 70 إلى 100 كغ من الثمار، وكل هكتار يتسع لزراعة 450 شجرة، والبعد بين الشجرة والأخرى عادة 5, 4 متر.
الفرق بين الأصناف
لا توجد فروقات كبيرة بين الصنفين من حيث الطعوم والإنتاج، لكن الفرنسي عليه طلب أكبر في السوق، وأسعاره أعلى من الباسوطي…الكيلو بين /50-70/ سنتاً، حسب النوعية، والأقل جودة 20 سنتاً…الفرنسي الممتاز سعر الطن بـ 850 دولاراً، الوسط (650- 700) دولاراً.
طرق التخزين
بعد قطاف المحصول يتم تسويق قسم منه مباشرة، وقسم آخر يتم تخزينه لبيعه في فصل الشتاء، ومن طرق التخزين تجميع الثمار فوق بعضها، ووضع القش فوقها وفيما بين طبقاتها، وفي الأعلى يتم تغطيتها بأكياس نايلون لحمايتها من هطول المطر، وبعد توقفه تتم إزالة النايلون، هذه الطريقة كانت متبعة سابقاً، غير أن معظم المزارعين حاليًّا أصبحوا يخزّنون الثمار في البرّادات لأنها توفّر حماية أفضل من الطريقة الأولى.
تدفئة وأعلاف ودواء
يستعمل قشر الرمان في التدفئة، وعمليات الصباغة، ولعلاج أمراض المعدة، بينما يستعمل حب الرمان بعد عصر الثمار كأعلاف للأغنام والدواجن.
الصعوبات والعقبات
لوحظ عزوف العديد من الفلاحين عن زراعة الرمان نظراً للخسائر التي يتكبدونها، والناجمة عن قلة المياه، والإنتاج؛ حيث يباع بأقل من التكلفة بسبب تحكم مجموعة من التجار في سوق الهال بالأسعار.
قلة المياه تعود لعدة أسباب؛ التغير المناخي والجفاف، قطع مياه من سد السابع عشر من نيسان على بحيرة ميدانكي منذ سنتين، بسبب انخفاض منسوب المياه فيه، وجفاف الينابيع التي كانت تغذيه، مع العلم أن بعض المزارعين قد حفروا آباراً بتكاليف عالية دون الحصول على مياه جوفية.

مطالب مُلحّة لإنقاذ المحصول
ـ تشغيل قنوات الري القادمة من بحيرة ميدانكي، والتي تمثل شريان الحياة لحوالي نصف أراضي منطقة عفرين سواء المزروعة بالرمان أو الزيتون أو أنواع أخرى من الأشجار المثمرة والخضروات.
ـ إعادة فتح المياه المغذية للسد من طرف الجانب التركي.
ـ توفير مادة المازوت بسعر مدعوم، وتقديم الدعم للمزارعين لتركيب ألواح طاقة شمسية لتشغيل الآبار.
ـ تقديم أسمدة مجاناً، وآليات للتعشيب ومبيدات حشرية، ومستلزمات الري بالتنقيط.
ـ إيجاد أسواق خارجية لتصريف المنتجات.
ملاحظة: تواصلنا أكثر من مرة مع المعنيين في مكتب زراعة عفرين للحصول على معلومات حول زراعة الرمان لكن دون استجابة !.