“أزاهير النصر”في حلب: أطفال يحتفلون بالذكرى السنوية للتحرير ويتعهدون ببناء المستقبل

الجماهير|| أسماء خيرو..
تحول مسرح دار الكتب الوطنية في حلب، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للتحرير والنصر، إلى فسحة نابضة بالأمل والإبداع والفرح، تحت عنوان “أزاهير النصر”، في تأكيد على أن مستقبل سوريا ما بعد التحرير سيُبنى بأيدي وعقول أجيالها الصاعدة.

وشهدت الفعالية، التي نظمتها مديرية الثقافة في حلب – مديرية ثقافة الطفل، مشاركة نحو 100 طفل وطفلة من مدارس المدينة المختلفة، قدموا جميع فقرات الاحتفال بأنفسهم، في رسالة مفادها أن “الطفل السوري لم يتوقف عن الحلم والإبداع”.

وافتُتح الحفل، الذي امتاز بتنوع فقراته بين الشعر والمسرح والتمثيل والمسابقات الثقافية والندوة الحوارية والعزف الموسيقي، بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها الطفل إبراهيم كوسا.

كما قدم المشاركون لوحة مسرحية صامتة مؤثرة، جسدت رحلة بناء سوريا الحديثة عبر شخصيات رمزية تمثل قطاعات التعليم، الصحة، الزراعة، الثقافة، الفن، والعمل المجتمعي، حاملة رسالة التكاتف وضرورة التسلح بالعلم والمعرفة لإعادة الإعمار.

وخلال الاحتفالية، روت الطفلة “حلم” قصة حلمها برؤية حلب محررة، بينما عبرت الطفلة دعاء مارديلي باسم أطفال حلب عن فرحة العودة للحياة واللعب والتعلم بعد التحرير، قائلة: “شعرنا بالنصر في قلوبنا، سوريا اليوم هي حلم تحقق، وطن عاد ليحتضننا وسماء أشرقت لتبشرنا بالمستقبل”.

وتضمن البرنامج تقديم فرقة “كان يامكان” مسرحية “النصر والحرية” التي جسدت بطريقة فنية كيف ينتصر الناس على الظلم بالتعاون والتعاضد عبر شخصيات كرتونية. كما ألقى عدد من الأطفال قصائد شعرية لكل من الشعراء علي حاج حمود، وأنس الدغيم، وغيث العلاوي.

من جهته، أوضح بلال خليفة، مدير المراكز الثقافية في حلب، أن الهدف من الاحتفالية هو تحفيز الأطفال وتشجيعهم واكتشاف مواهبهم، وتنمية الشعور الوطني لديهم، مؤكداً على أن “من يهتم بالأطفال يهتم بمستقبل سوريا”.

بدوره، أشار أحمد مصطفى العبسي، مدير دائرة ثقافة الطفل في مديرية الثقافة، إلى أن الفعالية تهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس وإعداد الطفل للمشاركة في بناء البلاد، مبيناً أن التحضير استغرق أسبوعين من التدريب مع فريق متخصص في مهارات الحياة. وأكد أن الاهتمام بتنمية مواهب الأطفال في شتى المجالات هو “استثمار في مستقبل سوريا”.

من ناحيته، لفت المخرج صالح السلتي، الذي أشرف على اللوحة المسرحية الصامتة، إلى أن ما يميز الاحتفالية يكمن في أن جميع المشاركين أطفال، مشيراً إلى أن الرسالة الفنية تركز على كيفية التعاون لبناء سوريا ما بعد التحرير، وخاصة الاهتمام ببناء الأطفال ليكون لهم دور فاعل في إكمال الرسالة.

وعبرت الطفلة نجوى بريمو، التي أدت دور طبيبة في المسرحية الصامتة، عن مشاعرها قائلة: “نقدم شيئاً لا تصفه الكلمات، ولكن قلوبنا توصل الكلمات”، وشاركها الشعور الطفل محمد حسان، الذي أدى دور مهندس، معبراً عن سعادته بالمشاركة.

واختتمت فعالية “أزاهير النصر” بتأكيدها على أن الأطفال، الذين عاشوا جزءاً من معاناة الحرب، هم اليوم جزء مهم من فرحها الجماعي وأملها الأكبر، وقدموا من خلال إبداعهم وعداً بأن يكونوا خير حراس لهذا النصر، وأن يزرعوا البسمة في شوارع حلب، ويكونوا بناة حقيقين للمستقبل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار