الجماهير || محمود جنيد..
تعاني مدينة حلب من واقع كهربائي معقد يزداد سوءاً مع دخول فصل الشتاء، حيث تتداخل المشاكل الفنية والإدارية والاجتماعية لتشكل حالة من المعاناة اليومية للمواطنين، خصوصاً في المناطق الشعبية التي تصلها التغذية الكهربائية بشكل متقطع أو ضعيف نتيجة أعطال متكررة على محولات الجهد أو الشبكات الداخلية والخارجية.
وقد وردت إلى صحيفة “الجماهير” شكاوى عديدة بهذا الخصوص.
الاختصاصي الفني أسامة أبو الجود أوضح الأسباب استناداً إلى الحالات التي تعامل معها، مبرزاً أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون:

أولاً: المشاكل الفنية والبنية التحتية
رداءة المواد المستخدمة: الاعتماد على كابلات الألمنيوم بدلاً من النحاس يقلل من كفاءة نقل التيار ويزيد الأعطال مع ارتفاع الأحمال.
توزيع غير متوازن للأحمال: مشكلة “خط الفاز الواحد” تؤدي إلى تقلبات في الجهد، ما يتسبب بتلف الأجهزة المنزلية.
تقليب الخطوط العشوائي: نقل الخطوط من فاز إلى آخر كحل إسعافي يضر بالعدادات والأجهزة لغياب الضبط الدقيق للجهد.
تهالك الكابلات الداخلية للأبنية: قدم البنية التحتية وتحمل السكان تكاليف الإصلاح يعكس سنوات من الإهمال وعدم الصيانة.

ثانياً: المشاكل الإدارية والخدمية
تأمين العدادات: تأخر الشركة في توفير عدادات بديلة للمواطنين الذين تعرضوا للسرقة يدفع البعض إلى الاستجرار غير المشروع، كما أشار المواطن (صالح – ع) من حي صلاح الدين.
ضعف الرقابة والمتابعة: الانتشار الواسع للاستجرار غير المشروع والتعديات على الشبكة يفاقم الأحمال على المحولات ويؤدي لانهيارها المتكرر.

غياب الحلول الجذرية: الفنيون يرون أن تشغيل المحطة الحرارية بكامل طاقتها دون معالجة مشاكل الشبكة والسرقات يعد هدراً للطاقة والمال، إذ تضيع الكهرباء في شبكة غير مؤهلة.
بهذا المشهد، تبقى أزمة الكهرباء في حلب عنواناً لمعاناة يومية، تحتاج إلى حلول جذرية تتجاوز المعالجات الجزئية، وتعيد الثقة للمواطنين بخدمة أساسية لا غنى عنها.
