الجماهير / وسام العلاش
” الفرجة ببلاش ” ..لعلها العبارة التي تلخص حال الاسواق بحلب قبيل ايام من عيد الأضحى المبارك في ظل ارتفاع الاسعار وضعف القدرة الشرائية لدى المتسوق الذي غالبا ما يكتفي ” بالفرجة ” ..
بدأت الأسواق بكاملها، القديمة منها والحديثة الاستعداد بكل طاقاتها لاستقطاب الزبائن الذين يقصدونها للبحث عما يتناسب مع اذواقهم وقدراتهم الشرائية .
فعند الاقتراب من أحد أسواقها يظهر في بادئ الأمر أصواتاً عالية وتجمعات الكثير من البائعين والمتسوقين وهو شيئ طبيعي تشهده الكثير من الاسواق الشعبية والتقليدية خلال الأيام التي تسبق الأعياد.
“الجماهير” جالت في بعض أسواق المدينة لترصد حركة البيع والشراء، خصوصاً تلك المتعلقة بمستلزمات العيد، بما فيها الالبسة والاحذية والحلويات والذهب وسواها…
– سوق التلل
سوق شارع التلل من اعرق واقدم اسواق حلب و بات مقصداً للكثير من سكان المدينة وزائريها.
* السيدة لورين التي تشتري ملابس العيد لطفلها الصغير قالت أن الأجواء مميزة وكل ماتحتاجه الأسرة متوفر في هذا السوق وتضيف أنه بالرغم من ارتفاع أسعار ألبسة الأطفال إلا أنها متوفرة وبأشكال متنوعة وتندرج أسعارها حسب جودة المنتج وتبدأ من/ ٥٠٠٠/ ليرة سوري لتنتهي ب/ ١٥٠٠٠/ ليرة .
* من جهته أوضح “حسان ” أحد أصحاب محلات الألبسة أن الأسواق تشهد حركة نشطة رغم ارتفاع الأسعار إلا أن حركة الشراء ضعيفة مقارنةً بالسنوات الماضية ويعود السبب إلى ضعف القوة الشرائية لدى أغلب المتسوقين.
اما بالنسبة للأحذية فهي لاتختلف كثيراً عن حال الألبسة فحركة الشراء فيها متوسطة وليست معدومة والأسعار سواء الأحذية الرجالية أو النسائية فتبدأ بسعر( ٦٥٠٠) ليرة لتنتهي (١٥٠٠٠) بحسب نوعية المادة المصنعة وجودتها بحسب ما أوضح “فادي ” صاحب أحد محلات الاحذية.
.وإذا ما اتجهنا إلى محلات الحلويات التي تكاد لاتغلق ابوابها أبداً أيام التحضيرات للعيد حيث يوضح ” ابو رياض ” أحد أصحاب المحال بأن الإقبال
على شراء الحلويات من قبل المشترين هذا العيد ليس بالكثير مقارنةً بالعيد السابق فتكتفي الناس بشراء صنف واحد أو صنفين من الحلويات ويعود السبب لغلاء أسعارها والسبب الرئيسي هو غلاء المواد الأولية المستعملة في صناعتها فيبدأ سعر الكيلو للحلويات العربية من ١٠ آلاف ليرة وما فوق أما بالنسبة للسكاكر و الشوكولا فتبدأ بسعر الكيلو الواحد من (٥٠٠٠)ليرة نوع متوسط وتنتهي ب/ ١١/ ألف نوع جيد .
– سوق الفرقان
واذا ما انتقلنا إلى سوق الفرقان ويعتبر أحد الأسواق الحديثة والفاخرة في المدينة فترى الشوارع مكتظة بالناس إضافة لأضواء المحلات التجارية والتي تخالها ترقص مع نغمات الموسيقا المفرحة والمشجعة للشراءإلا أن حركة الشراء الفعلية قليلة جداً هذا العام مقارنةً بالسنوات الماضية حسب ما بينته “هالة ” صاحبة احد محلات الالبسة النسائية .
وتقول “لميس” وهي موظفة أنها اكتفت بشراء قطعة لباس واحدة هذا العيد نظراً لغلاء الأسعار غير المقبول في جميع الأسواق .
– “الذهب” اسعار عالية وحركة متدنية
اما عن أسعار البيع والشراء في اسواق الذهب فقد شهدت هذه الايام ارتفاعاً خيالياً وغير مسبوق في تاريخ سورية حيث وصل سعر الغرام عيار 21 الى 24600 ليرة سورية ..اذ يرى عبدو موصلي رئيس جمعية الصاغة بحلب أن ارتفاع سعر الأونصة عالمياً وارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء هما وراء ذلك الإرتفاع .
وكان واضحاً حالة الركود في الأسواق حيث اشتكى بعض الصاغة بأنهم منذ عدة أسابيع لم يبيعوا قطعة ذهب واحدة وأوضح عدد من الصاغة أن أغلب عمليات البيع والشراء حالياً هي (للذهب المستعمل) .
احد اصحاب محلات الصاغة في سوق التلل يقول:أن حركة البيع
ضعيفة جداً مقارنة بالسنة الماضية وأنه وهو لم يبع منذ شهر حتى الآن سوى لزبون واحد ويعود السبب للظروف المعيشية وضعف القدرة الشرائية لدى معظم الناس فيكتفي الزبائن بالنظر الى الأشكال والأسعار .
أحد الصاغة في سوق الذهب القريب (لسوق الجديدة ) يقول أنه اضطر لإغلاق محله الأصلي واستأجر بمكان آخر أقرب لحركة الزبائن كون محله يقع قريباً من الأسواق المتضررة التي بالكاد الحركة فيها وتقتصر على المارين بالصدفة من المكان، ومع ذلك فإن حركة البيع والشراء ضعيفة جداً.
أحد الزبائن يقول:أنه اكتفى بشراء خاتم الخطوبة فقط وذلك بسبب ارتفاع أسعار الذهب وبما أنه من ذوي الدخل المحدود
فلم يستطع شراء بقية المكملات لمراسم الخطوبة كما جرت العادة.
يذكر أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلبت من مديرياتها في المحافظات تشديد الرقابة على كل الفعاليات التجارية والمواد المعروضة في المحلات ومستلزمات العيد من الحلويات بأنواعها والألبسة والأحذية الولادية والنسائية الرجالية والسكاكر والموالح والمطاعم والخضار والفواكه.
ت هايك
رقم العدد ١٥٧٦٣