الجبول 3/3 … إيجاد حلول للصرف الصحي .. واستثمار الملح والموقع السياحي .. ورفع مستوى المعيشة للقاطنين فيها
الجماهير – حسن العجيلي
في ختام عرض مواضيع ورشة العمل التي عقدت في محافظة حلب بعنوان ( الجبول أحد أهم المناطق المهمة للطيور في سورية نحو التنمية المستدامة وإعادة التأهيل الطبيعي وأوجه التنشيط الاقتصادي والاجتماعي لمنطقة الجبول)” تعرض الجماهير أوراق عمل مديريات استصلاح الأراضي والموارد المائية والسياحة والشؤون الاجتماعية .
إبعاد مصارف الصرف الصحي
حي بيّن المهندس حسان صويص الإجراءات التي قامت بها المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي للحفاظ على بحيرة الجبول بدءاً من تنفيذ برنامج كبير لحماية ملح الجبول عن طريق إبعاد المصارف الواردة من مشروع مسكنة غرب ومشروع منشأة الأسد ومشروع الباب وتادف إلى الجزء الشرقي من البحيرة ، عن طريق بناء سدة ترابية عام 1996بطول 10كم واستبعاد الأراضي بين المنسوبين 312 و 315 في الجزء الغربي من بحيرة الجبول لحماية ملاحة الجبول.
مراقبة المياه وتحليلها
كما أوضح المهندس أحمد الناصر مدير الموارد المائية إجراءات مديرية الموارد المائية قائلاً : تقوم مديرية الموارد المائية بحلب بالمراقبة الدائمة لمياه البحيرة و المصارف الرئيسية عن طريق أخذ عينات مائية و تحليلها في مخبر قسم مراقبة نوعية المياه و تقييم النتائج كون المديرية هي المسؤولة المباشرة عن المسطحات المائية في المحافظة .
مصادر التلوث بالبحيرة
مشيراً إلى مصادر التلوث لمياه بحيرة الجبول: والتي تتلخص بالتلوث بمياه الصرف ، والتلوث من مياه الصرف الصناعي ، وإلقاء القمامة في البحيرة .
وعن الحلول المقترحة للحفاظ على الجبول وتطويرها فيصفها المهندس الناصر بإلزام البلدات بتركيب محطات معالجة لمياه الصرف الصحي، قبل إلقاءها في الجبول ،وإلزام المعامل والمنشآت الصناعية بتركيب محطات معالجة نوعية لمياه الصرف، وإمكانية إعادة استعمال مياه الصرف مرة أخرى ضمن المنشأة الصناعية ، وإلزام البلديات بعدم جعل ضفاف بحيرة الجبول مقالب للقمامة ، والعمل على إلقاء القمامة في مناطق بعيدة عن البحيرة ، ومنع استخدام المبيدات الضارة وضبط كميات الأسمدة الكيميائية المستعملة في الزراعة وخاصة الفوسفاتية ، وتشجير الجزر الطبيعية داخل البحيرة كجزيرة الحوار وتل الواسطة وغيرها لتكون مسكناً للحيوانات والطيور التي عادت لتستوطن في البحيرة ، ومنع الصيد البري ومنع استعمال وسائل الصيد السمكية المحرمة (الديناميت ـ الكلور ـ بعض السموم الأخرى ).
السبخة مصدر للملح
وتشير وزارة النفط والثروة المعدنية إلى أنه يبلغ عمق الماء في البحيرة بين 20 – 160 سم، وهي غنية بملح كلوريد الصوديوم (NaCl) ، وتشير دراسات أجرتها الشؤون البيئية في محافظة حلب الى أن مصدر الملح هو مياه جوفية موجودة تحت قاع البحيرة على عمق 10-15 سم، وهي مشبعة بالملح بتركيز حوالي 230 غ/ل وتمتد الى أعماق تصل حتى 60م، وهذه المياه هي المصدر المتجدد للملح الجبولي ضمن نظام بيئي ملحي طبيعي.
مملحة الجبول
كان ملح السبخة يتربع على موائد المستهلكين قبل تعرض البحيرة للتلوث، واقتصار استخدامات ملحها على المجال الصناعي ـ وتم إنشاء المملحة على موقع تاريخي لاستخراج الملح منذ أكثر من 150 عاماً حيث كانت مصدرا رئيسيا للملح لمنطقة بلاد الشام خلال الحكم العثماني ، وتقع المملحة على طرف بلدة الجبول في الجهة الشمالية من السبخة، وهي مؤلفة من مقر إدارة ومستودعات تخزين وساحات تجميع وأحواض ترسيب وتركيز.
رؤية المؤسسة لاستثمار السبخة
أما عن رؤية المؤسسة لاستثمار السبخة فتتلخص بالاستفادة من المساحات الواسعة للسبخة في إنشاء ممالح جديدة لزيادة إنتاج الملح لكميات كبيرة قد تصل حتى 100 ألف طن سنويا ، وتحويل عملية الحصاد اليدوية الى آلية عن طريق استخدام آليات مخصصة للكشط والنقل ، كما أن لدى المؤسسة العامة للجيولوجيا رؤية مستقبلية للبحث عن هذه العناصر في سبخة الجبول واستثمارها.
بحيرة الجبول منطقة تطوير سياحي
ولفتت مديرة السياحة بحلب المهندسة نايلة شحود إلى أن الجبول تعتبر محمية طبيعية مع منتجع بيئي سياحي على أحد الجزر الواقعة ضمن البحيرة ، ويمكن إقامة مشاريع متعددة منها مشروع القرية الطينية ، ومشروع الفندق التراثي على البيت الأثري ، ومشروع المنتزهات الشعبية على جزء من شط البحيرة ، ومشروع المحمية الطبيعية مع المنتجع البيئي السياحي .
التقييم السياحي الأولي
وأضافت المهندسة شحود بأن أهمية المشروع تنطلق من الاهتمام بالبيئة والحياة الفطرية في هذا الموقع وستكون مركزا مهماً للمهتمين بالبيئة ، ووجود عدد كبير من الطيور المهاجرة تجذب المهتمين بمراقبة الطيور واحد أهم هذه الطيور المهاجرة يدعى طائر الفلمنكو له أهمية عالمية ، وأن المشروع سيساعد على تأمين فرص عمل لسكان المنطقة ، وسيعتبر من مشاريع التنمية المستدامة وخصوصاَ من الناحية الاقتصادية والاجتماعية (تأمين فرص العمل– عرض المنتجات الريفية التقليدية- التوعية الاجتماعية) ،
مؤكدة أن الموقع يتمتع بتوفر عناصر الجذب السياحي ومنها وجود عدد كبير من الطيور المهاجرة وكذلك الطيور التي استوطنت في هذه المنطقة ، ووجود البحيرة الملحية التي يستخرج منها الملح ، وقرب البحيرة من مدينة حلب ومطار حلب الدولي حيث تبعد عنه بحوالي 20 كم ، والمياه الملحية ترغب في السياحة الطبية للعلاج من كثير من الأمراض الجلدية .
مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحلب
أما مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل ومن خلال ورقتها فقد بيّن مديرها صالح بركات أنه ومن خلال الزيارات الميدانية تم تقييم واقع واحتياجات قرية الجبول حيث يوجد في قرية الجبول 61 عائلة أي ما يقارب 450 فرداً تتوزع أماكن سكنهم على كامل القرية.
خطة الشؤون الاجتماعية
وتتلخص خطة مديرية الشؤون بالتعاون مع المجتمع الأهلي في تطبيق مشاريع التطوير الممكنة للنهوض بالمنطقة ، بالاعتماد على الجمعيات والمؤسسات الأهلية التي لها وصول إلى منطقة السفيرة وحالياً هي: مؤسسة فؤادي لدعم التنمية المتكاملة ، و فرع الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بحلب ، ويمكن السعي لتوفير التمويل من الجمعيات الأهلية والتدخل في المجالات التالية من خلال دورات محو الأمية ودروس تقوية ترميمية للطلاب وبرنامج التعليم البديل إضافة إلى حملات العودة إلى المدرسة ، ومشاريع حماية الطفولة والدعم النفسي والاجتماعي (مساحة صديقة للطفل – مبادرات مجتمعية – برامج توعية مختلفة – إدارة الحالة – النظافة الشخصية – برامج مناهضة العنف بكل أشكاله – أنشطة الدمج – أنشطة هادفة) ، ومنح الأسر المحتاجة مشاريع سبل العيش مثل وحدات تربية الدجاج البياض وتوزيع البذار وتوزيع المضخات ومنح المواشي ، ودعم المعاقين بتأمين المستلزمات اللازمة من المعينات ومن البرامج الخاصة بهم.
رقم العدد ١٥٧٦٧