الجماهير – أسماء خيرو
قائمة من الطلبات والمستلزمات المدرسية التي كتبتها ريم لزوجها محمد الموظف جعلته يشعر بالقلق من شبح مستلزمات العام الدراسي منذ بدايته وخاصة بعد أن أسهم العيد بإفراغ جيب محمد وجعله يردد “عشانا عليك يارب ”
فغلاء السلع الاستهلاكية والخضار والمستلزمات المدرسية والتضخم الذي أصاب جميع السلع مع بقاء الراتب كما هو جعله – أي ” الراتب ” أن يحتل الصدارة في الرسوم الكاريكاتورية كجانب من جوانب المقارنة بين دخل الموظفين المنخفض والأسعار المرتفعة ، مما جعل أغلب الموظفين أن يلجأوا للاستدانة بشكل دائم .
يقول أحمد : الراتب أصبح لا يكفي بسبب الغلاء المعيشي وأصبحت الاحتياجات المعيشية نكبة فأنا أشعر بالعجز وغير قادر بهذا الراتب أن ألبي احتياجات أسرتي المكونة من خمسة أفراد .
أما أنس فيبرر هذا التفاوت بين الراتب والغلاء المعيشي بأنه بسبب الحرب الإرهابية ، قائلاً : كنت أقبض راتبي وأشتري فيه أغلب متطلبات البيت من مواد غذائية ولباس للأولاد وغيرها من الاحتياجات أما اليوم فأنا بهذا الراتب لا أتمكن من شراء أبسط مستلزمات البيت حتى من البسطات الموجودة على الرصيف ، مضيفا لدي ثلاثة أطفال ومع ذلك أعمل عملاً اضافياً حتى أستطيع أن ألبي الجزء البسيط من متطلبات أطفالي خاصة مع بداية العام الدراسي ، فماذا يفعل الذي لديه أكثر من ثلاثة أطفال ؟ .
أما سامية فتشير إلى أنه ينتابها كل شهرحالة من القلق من ناحيتين الأولى من ناحية الراتب ، والثانية من ناحية الصحة فالموظف عليه ألا يمرض فالمرتب لا يكفل لي العلاج إن مرضت أو أصاب أحد أولادي أي مرض ، وبحسرة أضافت كل شهر أسدد بقية التزاماتي المالية من الاستدانة من أهلي أومن أهل زوجي ، فالراتب لم يعد يمثل الأمان كما كان من قبل .
أما العامل ماجد فيقول نحن كعمال صحيح أننا نتطلع إلى زيادة الرواتب ولكن في نفس الوقت نتطلع إلى خفض الأسعار فإن لم تنخفض الأسعار فلا جدوى من زيادة الرواتب حتى لو كانت الزيادة مئة بالمئة ، وأضاف أنا كعامل لا أستطيع شراء كيلو موز الذي وصل سعره الى ألف ليرة أو كيلو لحم غنم الذي وصل سعره إلى أكثر من ٥ آلاف ليره سورية ، حيث أصبحت الفواكه ولحم الغنم بالنسبة لي رفاهية ناهيك عن بقية الاحتياجات التي أصبحت تسبب القلق للعامل أو الموظف .
أما ماجد الذي يدير بقالية صغيره في حي الجميلة فأجاب عن سبب رفعه للأسعار قائلا : إن ارتفاع الأسعار غير مرتبط بي كبائع مفرق ، فالارتفاع من جهة الموردين للبضائع فأنا لا استطيع أن أبيع السلعة التي رفع سعرها التاجر المورد بسعرها القديم وبذلك أخسر من رأس مالي ، مضيفاً بأنه مجبر على رفع سعر السلعة حتى يحافظ على قيمة رأس المال .
ومن جانبه عزا تاجر المواد الغذائية والصابون بسام الغلاء المعيشي إلى ارتفاع أسعار ” المحروقات وأجور النقل وارتفاع أسعار الدولار ، مضيفاً بأن كل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع الأسعار وزيادة الأعباء على التاجر والمواطن مما أدى الى تراجع القوة الشرائية للمواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود ، وأن هذه الاوضاع أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على التاجر قبل المواطن والكل يقول أن التاجر يستغل الوضع وهو السبب الرئيسي في الغلاء المعيشي ولكن هذا الكلام غير صحيح .
ختاماً :
بمجمل هذه المعادلة يبقى ذوي الدخل المحدود الحلقة الأضعف وغير القادرين على تحمل الأعباء المعيشية خاصة مع كل موسم من المواسم فمن الأعياد إلى افتتاح العام الدراسي وما بينهما تأمين مستلزمات البيت من ” المونة ” التي تغاضى الكثير عنها ، مما يتطلب تدخلاً حكومياً لجهة مراقبة الأسواق وتخفيض الأسعار والإسهام بتحسين الوضع المعيشي للمواطن .
رقم العدد ١٥٧٧٤