لوحاته حضور للانفعال والإحساس واللون.. الفنان التشكيلي محمود الساجر وحوار حول الفن.

 

الجماهير- نجود سقور

اللون مفردة للتعبير عن الحالة الإنسانية وهو الحاضر الأقوى في لوحات الفنان التشكيلي محمود الساجر.
في مرسمه في حي السريان، الجو عبق برائحة النفط والإكريليك، وقد أضفت اللوحات والتحف الفنية المتناثرة هنا وهناك جواً من الشاعرية التشكيلية. ساد اللون وطغى في نسيج اللوحات. كان الحديث هادئاً، له وقع اللون وبساطة المفردة واختزالها.
بداية الحديث سرد لنا الفنان محمود الساجر تفاصيل رحلته الفنية التشكيلية قائلاً:
في قبو مدرسة الحسن بن الهيثم بدأت تتشكل ملامح رحلتي الفنية حيث أمضي الساعات في التدرب على الرسم تحت إشراف أساتذتي “منذر شرابه وأديب قدورة ” متابعاً التدريب فيما بعد مع فواز أرناؤوط وعصام حطيطو من أبناء قريتي، ثم بعد الثانوية انتسبت إلى كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وبعدها في موسكو درست “السينوغرافيا ” تصميم وتصوير مسرحي، وعملت في المسرح من عام 1988حتى الآن إذ صممت وأشرفت على تنفيذ ديكور مسرحيات عديدة.


نسأله عن أسلوبه في الرسم، فيقول: على الفنان أﻻ يقيد نفسه بأسلوب معين؛ لأن ذلك يقوده للنمطية والتكرار.في لوحتي”هناك التعبيري والواقعي المختزل والتجريدي وأحيانا الرمزية، أنا أعمل على أن اللوحة نص بصري مفتوح”.
وعن الممنوع والمسموح في لوحاته يقول: “ليس عندي أي شيء ممنوع كل شيء مسموح وقابل للتعديل والتغيير، يمكن أن ألغي لوحة وأضيف أي لون، ﻻتوجد عندي لوحة منتهية دائماً، لوحاتي تخضع للتجديد. ويتابع: “فني يعتبر من أشكال الفن الحديث الذي خرج من المرسم كفن (فان كوخ-سيزان) وحطم مفهوم الإطار المقدس والتكوين المغلق الذي كان سائداً في منتصف القرن التاسع عشر”.
عما إذا قارب الحرب على سورية في فنه وهل استخدم لوناً معيناً لذلك، يقول:
“لوحاتي قاربت الألم السوري بكثير من المفردات والألوان بشكل تجريدي، فليس من الضروري رسم طفل مجروح أو إنسان مصاب، فاللون الأحمر الذي أستخدمه للتعبير عن المعاناة أراه في شقائق النعمان، ويرمز للحياة والنبض، وليس كما يشاع للدم فقط .
أيضاً احتل الأزرق مساحة جلية في لوحاتك.. يجيب: “أنا أحب كل الألوان وأستخدمها وأمزجها لتعبر عن حالة إنسانية محددة فاللون يخدم فكرة مزاجية معينة.
وعن المرأة والوطن أين هما في لوحاته، فيخبرنا: “الوطن حالة إنسانية والمرأة حالة إنسانية وهي حاضرة في لوحاتي بكثير من الرموز، والوطن هو المرأة، هو الشجر، هو الطير الذي جسدته في الغراب، هذا الطير الذكي الذي علم الإنسان كيف يواري سوءة أخيه ويدافع عن أخيه ويحميه، ﻻيقتله ويفنيه.


نأتي للشيء الذي يجعله يرسم بعمق وهل يسقط مزاجيته على اللوحة؟ فيقول: “هناك محفز ودافع، هناك شغف وحب وتجريد من طالباتي وطلابي فرغم الأزمة هم متفائلون ويعطونني جرعة أمل وعطاء. ويضيف: “حالتي المزاجية ﻻتخرج على اللوحة، اللون يمتص الكثير من المشاعر السلبية التي تعتريني ويجعلني أشعر بالراحة النفسية ويصيّرني إنساناً آخر.
أما عن موقع الفن التشكيلي السوري والرسالة التي يبتغي إرسالها لمتلقيه، فيجيبنا الساجر:”الفن التشكيلي السوري خطا نحو العالمية، لكن ينقصه الإعلام المتخصص، وتخصيص برنامج أسبوعي للتعريف بالفن التشكيلي، ويلزمه تعزيز ثقافة اﻻقتناء لدى الجمهور، بالإضافة لتوفير صاﻻت عرض مناسبة، وجهات راعية .وأخيرا الفن جزء من الحياة حالة راقية تعنى بالجانب الروحي، فكما تصرف مبالغ طائلة لمطرب يقيم حفلة في القلعة، بالمقابل يجب أن يكون هناك نشاط مواز للأدب والفن.
رقم العدد ١٥٧٨٨

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار