الجماهير- انطوان بصمه جي
استقبل مسرح دار الكتب الوطنية في حلب، اليوم، العمل المسرحي ” امرأة بلا جواد ” للفنانة سوسن علي، وذلك ضمن مهرجان مونو دراما الشباب بدورته الثانية، على هامش احتفالات حلب عاصمة الثقافة السورية.
وطرحت علي من خلال عملها الذي ألفته وأخرجته ولعبت دور البطولة فيه على خشبة المسرح محاورة العناصر الصامتة بغية إيصال رسائل حية تحاكي الجمهور وتعبر من خلالها عن التخبط الذي يواجه الفتاة التي لم تتزوج ما بين الرضا والتذمر.
وعن المشاعر المتضاربة في مسرحيتها، تشير علي “الجماهير” إلى أن العمل يروي الصراع الداخلي لدى المرأة، عندما تتلقى نظرات الرفض من قبل المجتمع كونها (عانس)، فقد تكون المرأة في الكثير من الحالات مظلومة تحت حكم الظروف الحياتية علماً أنها طبيعية من الداخل. وتخوض الفتاة ” العانس ” صراعين إحداهما خارجية والأخرى داخلية كبيرة، حيث يظهر الاحتياج من الخارج على شكل جوع وعطش والوحدة وانتظار الفرص والشريك المناسب لاستمرار الحياة معه، مضيفةَ أن الفتاة في المسرحية ضحية الرجل الباحث عن السعادة الآنية فيها دون تأمين مستقبل لها من خلال علاقة جدية أو تأثير تشبث الرجل بالمعتقدات الشرقية البالية تجاه المرأة.
وعن تشكل فكرة العمل المسرحي قالت علي أن الأشياء الصامتة بمثابة رموز للحالات والمراحل، بهدف تقديم الرسالة المرجوة بشكل ملموس من خلال كوميديا سوداء نوعاً ما ، فالحقيقة مبكية هنا ولكن القالب الذي قدمت الحقيقة عبره يظهر مضحكاً.
أما بالعودة إلى رسم ملامح العمل، بينت علي أن النص كُتب من دون التفكير بتجسيد بطولته مكتفية بالتأليف والإخراج، فهو صادق وواقعي على الرغم ما يحمل من خطوط كوميدية في طياته ، إلا أنها ارتأت للقيام بتمثيله كونها وجدت الطريق الأمثل لمحاورة الرموز التي اختارتها بنفسها.
وعن الصعوبات التي واجهت علي في عملها المسرحي أضافت علي : أن العمل المسرحي استغرق تجهيزه حوالي 7 أشهر مضيفة أنها كانت تعود إليه من حين لآخر لتعديل مقتطفات منه وذلك بحسب الواقع الذي ترصده، محاولة محاكاة الجمهور إيماناً بذكائه، فالفنانة كانت تخاطب الرموز الصامتة ظاهرياً ولكن الجمهور يفهم طبيعة كل رمز على أرض الواقع وهذه الحبكة تطلب دقة في الكلام وحركات الوجه ولغة الجسد التي تخاطب الجمهور بها فإما تمتلك المسرح أو تخفق بذلك.
من جهتها مها حسن إحدى الحاضرات للعمل المسرحي قالت إن الفنانة استطاعت إيصال الرسالة الجدية من خلال عملها المسرحي وتناولت الموضوع المطروح بكل شفافية وعصرية، وبذلك تكون قد حملت رسالتها بعمق كبير رغم بساطة الكلمات والأدوات وجعل من اللغة العربية الفصحى رسالة تحاكي الوجدان بمحور كوميدي جميل يدخل إلى القلب دون استئذان.
ت: هايك اورفليان
رقم العدد 15837