الجماهير – أسماء خيرو
مونودراما (خلاف )تطرح حق وجود مصاب متلازمة داون في الحياة ونظرة المجتمع له وكيف يرى الحياة ٠وذلك في عرض مسرحي أقامتة مديرية المسارح والموسيقا ضمن مهرجان المونودراما الثاني على مسرح دار الكتب الوطنية في إطار استمرار فعاليات احتفالية حلب عاصمة الثقافة السورية ٠
إلى حد ما سعى الممثل حكمت بطل العمل من خلال تجسيده شخصية المصاب بمتلازمة داون إلى رسم حالة إنسانية بقلب برئ دافىء وبحثها المضني عن مكانها في الحياة فأدخل الحضور عالم هذا الإنسان البريء الذي لايدرك أنه مختلف وينظر للوجود فيراه جميلا ويتخطى مرضه بشغف التعلم والتمسك بالحياة ، فيتقمص عدة شخصيات كالطفل والطالب والأم والأب والأخ والأخت والصديق ويطلع الجمهور على حياته كمصاب متلازمة داون بكل تفاصيلها الحلوة والمرة منذ ولادته مرورا بأيام الدراسة والمراهقة والشباب وصولا إلى نهاية العرض ليرفع راية الوجود ويقول للعالم أنا العدد المختلف المعروف أنا القدر الضاحك المبكي أحلم وأفكر وأتالم وأقلق وأشعر، فقط أحتاج من يفهمني ولايهمشني على أمل أن يغير فكرة المجتمع عن ذوي الاحتياجات الخاصة ٠
وعن فكرة النص أوضح مؤلف ومخرج العمل حسام خربوطلي أن هذه الفكرة لم يتم طرحها من قبل على المسرح وهي فكرة جديدة نوعا ما ولكي يسلط عليها الضوء كان لابد أن يعيش حياة مصاب متلازمة داون وذلك من خلال احتكاكه به بشكل يومي فهو استطاع التعرف عليه وفهمه ليكتب نصا قريبا لحياة هذا الإنسان البريء٠
مضيفا أردت من خلال هذا النص إيصال رسالة هامة جدا وهي أن لاننظر إلى مصاب متلازمة دوان على أنه متخلف وكفى تهميشا له واعتباره كائن يستحق الشفقة والعطف ٠
أما عن صعوبة تقمص الشخصيات فلقد بين الممثل بهجت كيخيا أن للمخرج حسام خربوطلي دوراً كبيراً في مساعدتة لإتقان حالات التقمص وأن مصاب متلازمة داون إنسان لطيف وعبقري فقط هو بحاجة لمن يفهمة ويتقرب منه وأن عمله مع المؤسسات الخيرية أتاحت له فرصة كبيرة للتعرف وفهم هذا الإنسان ومراقبة تصرفاته وانفعالاته مما شكل لديه تصور كامل للشخصية التي جسدها على المسرح ٠
ويقول مدير مهرجان المونودراما أحمد مكاراتي هذا العرض هو السابع والمهرجان مازال في ذروته وكل يوم عن يوم يزداد ألقاً٠ والمونودراما تعتبر من الفنون الصعبة تحتاج إلى إمكانيات عالية وماشاهدناه من عروض حتى اليوم يدل على طاقات شبايية مبدعة وخلاقة استطاعت بكل جدارة أن تقدم فنا راقيا يليق بذائقة المشاهد الحلبي وخاصة أن المواطن الحلبي لايمكن إرضاؤه بسهولة فاستطاعت العروض حتى هذه اللحظة أن تصل وتلامس الواقع وخاصة عرض الأمس ( إمرأة بلا جواد ) و عرض اليوم ( خلاف ) ٠
كما اتفق الممثل المسرحي بسام الهيل والكاتب المسرحي نادر أنقر أن العر ض كان مناسبا وواقعيا ومختلف عن كل عروض المونودراما السابقة التي شاهدوها حيث استطاع الممثل بأدائه المحترف التعبير وتجسيد كل الشخصيات بجدارة المخضرم الذي أصبح له سنوات عديدة يمثل ، فاليوم شاهدوا موهبه شابة ومخرج مميز استطاع ان يعرض رؤيته الإخراجية بجدارة فهو اقترب من روح مصاب متلازمة داون ورؤاه الجمالية ٠
وعن العروض التي قدمت في المهرجان تحدث حسن الخالد أحد الحضور قائلا : أن الملاحظ في المهرجان أن العروض التي تم تقديمها في تطور دائم من حيث طرح الأفكار والأداء وأنها تميزت بقدرتها على امتاع المشاهد منوها على أن موندراما (خلاف ) أثرت به إلى حد كبير جعلته يتفاعل مع الشخصية ويعيش معها لحظة بلحظة كل آمالها وآلامها ٠
كما تضيف كل من حسناء مكانسي وميساء مقرش أن عمل اليوم لحسام خربوطلي مختلف عن بقية أعماله السابقة التي قدمها فهو طرح حياة مصاب متلازمة داون بأسلوب واقعي وبمفردات لامست قلوب المشاهدين فكان عملا رائعا بحق ٠
حضره مدير الثقافة جابر الساجور وعدد من الفنانين والكتاب المسرحيين وحشد من الحضور ٠
رقم العدد ١٥٨٣٨