منطقة جبرين الصناعية لمهنة صيانة السيارات (بدها دفشة) !! .. تؤمّن 19 ألف فرصة عمل وتحتاج ما يزيد على 14 ملياراً لإعادة تشغيلها
الجماهير ـ مصطفى رستم
لا تتوقف أصوات محال إصلاح السيارات طوال النهار في حي صلاح الدين المنزوي على نفسه بعد عودة صخب الحياة إليه وبعد أن نال ما ناله من أضرار الحرب، فيما لا تبعد عنه سوى كيلومترات منطقة “الراموسة” التي تعد من أكبر المناطق الصناعية خاصة في مجال السيارات وقطع التبديل و(الغيار)!
(المكنسيان) طي النسيان
عقود من الزمن قضاها عدد كبير من الحرفيين بين آلات المحركات الصغيرة للعربات السياحية القديمة منها والحديثة.
يروي “أبو محمد” كيف قضى سنوات عمره في منطقة الراموسة منذ صغره يتنقل من ورشة إلى أخرى ويقول جازماً وبنبرة الواثق: “لدى الصناعي الحلبي القدرة على صناعة السيارات وليس إصلاحها فقط!!
“لديّ ورشتي الكبيرة في الراموسة وننتظر تجهيز منطقة جبرين وإلى الآن لم يحدث أي تقدم”، ومع أن الحرفي (المكنسيان) لا يرغب في البقاء في ورشة صغيرة في الأحياء السكنية ليس فقط كي يقلل من الإزعاج المتواصل للجوار وحسب بل لأن ورشة إصلاح السيارات تحتاج إلى مساحات وأمكنة مناسبة لعمله أكثر من الأمكنة الضيقة، كل ذلك أصبح منسياً بل شبه مستحيل تطبيقه كما يقول.
(هالسيارة ما ع بتمشي)
ومع صدور قرار مسبق بنقل كافة محال وورش إصلاح السيارات إلى منطقة جبرين إلا أن الأهالي يصبرون على الإزعاجات الصادرة من تلك المحال.
يراعون بذلك حالة المدينة وما أصابها من تداعيات الحرب الأخيرة في حين يطالب اتحاد الحرفيين الجهات الخدمية بتأهيل منظومة الكهرباء في منطقة جبرين المخصصة لورش السيارات وإعادة تأهيل البنى التحتية.
كما طالب الاتحاد وفق رئيس اتحاد حرفيي حلب “بكور فرح” خلال حديثه لـ “الجماهير” بإعادة تأهيل مركز جبرين وتجديد الشبكات وضرورة إعادة إعمار المنطقة بعد الأضرار الجسيمة في المنشآت والتي لحقت بها من أعمال تخريب خلال الحرب ونقل ورشات الحرفيين البالغ عددها (3800) منشأة إلى حيز الإنتاج والعمل من أصل (5137) من إجمالي العدد الكلي إلى جبرين لاستقرار عملهم هناك.
وأضاف رئيس الاتحاد: إن المدينة الصناعية في جبرين تؤمن فرصة عمل تصل إلى (19) ألف فرصة عمل وهي بحاجة إلى ما يزيد على 14 ملياراً و464 مليون ليرة تتوزع حول تكاليف إعادة الكهرباء والبنى التحية وتجديد مركز هاتف وتجديد الشبكات.
تلوث بيئي وبصري
كما خاطب الاتحاد العام للحرفيين الوزارات المعنية ومنها الإدارة المحلية والبيئة لرصد المبالغ المتاحة والتي حددتها اللجنة بما يزيد على 14 ملياراً من أجل إعادة تأهيل المنطقة.
وفي هذا السياق تتواصل مطالب اتحاد الحرفيين عبر مراسلاتها مجدداً في آخر كتاب ضرورة الإسراع وحث الجهات المعنية برصد النفقات من ميزانية إعادة الإعمار.
وطلب الاتحاد العام للحرفيين في كتابه رقم (94) في شهر أيلول من العام الجاري جاء فيه بناء على قرار رئيس مجلس الوزراء (66) في 24 من شهر كانون الأول من العام الماضي تشكيل لجنة جبرين الصناعية والحرفية لمتابعة أعمال المنطقة الحرفية والتي تضم (3) آلاف مقسم حرفي.
رقم العدد 15871