القاضي توقّع روايتها المترجمة (قدح مكسور) في ثقافي العزيزية

الجماهير- بيانكا ماضيّة

أقامت مديرية الثقافة في حلب حفل توقيع كتاب قدح مكسور تأليف الكاتب آلان مابانكو وترجمة الدكتورة زبيدة القاضي، وقراءة نقدية لمحمد العبد الله، فيما أدار الندوة جهاد غنيمة مدير مركز ثقافي العزيزية.
الرواية تتحدث عن مشروع أدبي تقدم به صاحب حانة في الكونغو طالباً من قدح مكسور الشخصية الأساسية في الرواية الذي اعتاد ارتياده الحانة أن يكتب له رواية يحكي فيها قصة أولئك الذين يرتادونها وما الذي دفعهم لارتيادها. والجميع كانوا متحمسين لهذا المشروع، وبخاصة عامل الطباعة الذي قال له إذا لم تسمع قصتي فلن تستحق هذه الرواية الورق الذي تطبع عليه. القصص جاءت معظمها فاضحة تروي علاقات عاطفية وجنسية فاشلة أودت بهم إلى الإحباط والخيبة والانكسار وقادتهم إلى ارتياد هذه الحانة.
أما الدراسة التي قدمها المترجم العبد الله، فقد تميزت برصانتها وشموليتها وتحليلها لأحداث الرواية وشخوصها، وقد أشار فيها إلى أن الرواية لا يمكن قراءتها على أنها رواية إباحية لما فيها من قصص فاضحة وإنما تريد أن تقول شيئاً آخر يتعلق بحوار الحضارات وبؤس هذه الطبقة السوداء التي لا تزال تشعر بالدونية والضعف والانكسار أمام الشعوب التي استعمرتها ردحاً من الزمن.. حتى أن الكاتب نفسه يشتكي من التمييز في المؤسسة الثقافية في باريس التي تطبع كتباً فاخرة للفرنسيين بينما لا تقيم أي وزن لكتاب الفرانكوفونية إذ تطبع لهم طبعات رديئة لا ترتقي إلى أهمية الكتاب.
أما الدكتورة القاضي فأشارت في كلمتها في حفل التوقيع إلى أن ترجمتها لهذه الرواية جاءت في وقت الحرب إذ كان من الصعوبة المتابعة في ترجمة النقد الأدبي، الحقل الذي تعمل فيه، فتوجهت إلى ترجمة الرواية لعلها تجدها أسهل من ترجمة النقد الأدبي، فكان الأمر على عكس ما توقعت بسبب المدلولات والمرجعيات الثقافية التي كانت تحتويها الرواية، إذ عدا المدلولات والمرجعيات الفرنسية هناك مدلولات تعود إلى الثقافة الإفريقية وهذا ما سبب لها مشكلة، فطلبت من صديقها الذي قدّم للرواية وهو أستاذ الآداب الإفريقية في كندا وأمريكا، ومن أصل أفريقي، ليساعدها في توضيح تلك المرجعيات الثقافية الأفريقية في هوامش الرواية.
كما أشارت إلى أنها حين حصلت على الرواية بنسختها الفرنسية كانت في باريس، في منزل استأجرته وهو مطل على كنيسة نوتردام فكانت حين تقرأ الرواية تنظر إلى هذه الكنيسة مستمتعة بوجودها هناك، وكانت تضحك وحدها في ذاك المنزل إذ حوت الرواية روح الفكاهة التي تمنت أن تكون قد نقلتها بشكل صحيح عبر الترجمة؛ لأن من أصعب الترجمات ترجمة الأدب والشعر وروح الفكاهة التي تتضمنها الروايات.
تلا هاتين الكلمتين توقيع الدكتورة القاضي على روايتها المترجمة محاطة بأصدقائها وطلابها ممن حضروا الحفل وكذلك المهتمين بالأدب والترجمة.
يذكر أن المؤلف مابانكو من الكونغو، ويكتب بالفرنسية. أما المترجمة القاضي فهي أستاذة جامعية في كلية الآداب بجامعة حلب، وصدر لها العديد من الترجمات المهمة عن الهيئة العامة السورية للكتاب .
رقم العدد 15899

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار