فن و رسم “بورتريه” وإعادة تدوير .. أكثر من 50 مشاركاً في المسرح المدرسي يعرضون لوحاتهم وتحفهم الفنية
الجماهير- انطوان بصمه جي
أقامت دائرة المسرح المدرسي ، معرضاً فنياً لأكثر من /50/ طالباً وطالبة من مدارس حلب ، مشاركين بأعمالهم الفنية بعضها يعرض للمرة الأولى ومعظمها يجمع بين أعمال لها موضوعات حياتية كالسلام والطفولة والبراءة وأخرى تعكس جانباً من جوانب الحياة وذلك في صالة معاوية ، إذ جاء المعرض كثمرة تعاون بين الطلاب والمدربين ليظهر موهبة الطالب وتحفيزه على الممارسة الفنية.
الطالبة رودي شيخ اسماعيل -الصف العاشر من مدرسة نازك الملائكة- قامت بتحويل بعض الخامات إلى تحف فنية بعد إجراء بعض عمليات التعديل عليها واستخدام مواد لاصقة وتلوين إضافة لاستخدام بخاخات لونية والخشب واستخدام مصباح كهربائي غير صالح للاستخدام المنزلي.
أما الطالبتان مريم يوسفو ورشا صفو من ثانوية نابلس قامتا بتحويل خشبة سرير متكسرة إلى لوحة فنية باستخدام الصوف والمسامير على مدار يومين متتالين تم الانتهاء من اللوحة التي تعكس خيال امرأة بشعرها الطويل.
كذلك الطالبة رغد أرملة قامت بتقديم مجموعة لوحات فنية مختلفة في أفكارها بين رسم الشخصيات ومحاكاة الطبيعة واستخدمت مادة الايتامين والخيوط (dmc) حيث تستغرق اللوحة الواحدة قرابة يوم ومنها يستغرق وقتاً إضافياً بحسب حجمها وكمية التدرج اللوني المستخدم فيها.
الطالبة لافيا لبق، قامت بتقديم لوحة فنية بعد تدريب استغرق أكثر من شهرين تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل الدقيقة التي تعكس قصص متنوعة عن الطفولة والبراءة بحيث مزجت العديد من الألوان الزاهية.
و أوضحت المدربة بتول عدس رئيس قسم الفنون الجميلية في مديرية المسرح المدرسي أنه من ضمن خطة وزارة التربية يوجد معرض في نهاية كل ورشة عمل فنية خلال العام الدراسي وتتوج بعدها بتقديم طلاب مدارس حلب لأعمالهم الفنية ، وتضيف المدربة أن العمل تم بإشراف أربع مدربات في حين بلغ عدد الطلاب المشاركين بتقديم أعمالهم 60 من أصل أكثر من 100 طالباً ، وتم اختيار أفضل الأعمال الفنية من قبل لجنة الإشراف وتستمر الورشات التدريبية حتى شهر نيسان ليرتقي الطلاب للأداء الأفضل بتقديم أعمال متميزة.
وأعربت مدربة الفنون التشكيلية عبير عكو عن فرحتها بمشاركتها عمليات تدريب 25 شخصاً من خلال ورشتين تدريبيتين ، حيث تضمنت الورشة الأولى رسم الشخصيات (البورتريه) فتميز عمل الطلاب لرسم شخصيات مؤثرة كان لها أثرها الإيجابي على المجتمع بشكل عام مثل نيوتن- أديسون بالإضافة إلى رسم الشخصيات الفنية بيكاسو وفيروز، وتضيف عكو أنها بدأت بتدريب الطلاب أكاديمياً من المستويات المبتدئة إذ تم استعمال أقلام الرصاص في البداية وصولاً لتمكن الطلاب من استخدام الرسم الزيتي ومن الطلاب من بقي مستمراً في عمليات التدريب منذ سنة مضيفة أن فن الرسم يحتاج لموهبة وممارسة وتم صقل هذه الموهبة ، في حين كانت الورشة الثانية التي كان فحواها عن السلام والإنسانية والمحبة ليتم ترجمتها برسمات فنية تعكس مناظر طبيعية أو تقدم رسالة مجتمعية مفيدة.
المدربة لبنى مخزوم المختصة بفن الأشغال اليدوية في المسرح المدرسي بينت أن الطلاب قاموا بتقديم أعمالهم الفنية من خلال التركيز على عمليات إعادة تدوير خامات غير مفيدة وإعادة الحياة لها من خلال تزيينها وتقديم فكرة تحمل رسالة بسيطة عبر تحفة فنية ، ونوهت مخزوم أن معظم الخامات كانت من الكرتون والبلاستيك والزجاج والمعلبات والمحارم ، وتضيف أنها قامت بتدريب 28 طالباً تم اختيارهم بعد القيام بجولات ميدانية على المدارس.
وأثنت المدير المساعد للتعليم الثانوي رشا أتش أوغلي على جهود جميع الطلاب المشاركين في المعرض ، مشيرة إلى أهمية المعلومات التي يكتسبها الطالب من خلال رسمه لشخصية معينة إضافة إلى قيامه بعمليات البحث لمعرفة ما قدمته للعالم من اختراعات وإنجازات، وهذا دليل على تطبيق المناهج المطورة في الطريقة الصحيحة وأن هذه المعارض تواكب القدرات العقلية والفنية للطلاب.
من جانبه، قال رئيس دائرة التوجيه والمناهج طلال المحمد أن المعرض التشكيلي أظهر أن الطلاب لديهم مكنونات كبيرة عبروا عنها بطريقة ملفتة وقيام المدربين بأداء واجبهم في القيام بإرشاد وتعليم الطلاب بحسب ميولهم وصقل مهاراتهم وإظهار مشاعرهم ، متمنياً تطوير الفعاليات الداعمة للطلاب والارتقاء بها واستمراريتها بمراحل أخرى للوصول إلى الاحتراف ، مضيفاً أن جميع اللوحات الفنية تم إنجازها وفقاً لعمليات البحث والقراءة الأمر الذي يخدم المناهج المطورة التي وضعتها وزارة التربية.
بدوره، بين رئيس دائرة المسرح المدرسي عمار عساني أن المعرض التشكيلي جاء ضمن خطة وزارة التربية وهو نتاج ورشة عمل من قبل مكلفي دائرة المسرح المدرسي قسم الفنون الجميلة ويضم عشرات اللوحات الزيتية والأعمال اليدوية من مخلفات البيئة ومنها أعمال عرضت في المعرض المركزي لوزارة التربية بدمشق.
وفي ختام المعرض تم تكريم جميع الطلاب المشاركين وتوزيع شهادات التقدير.
رقم العدد ١٥٩١٦