(السيلفي)..توثيق للحظة أم هوس..؟ مختصون :المبالغة بالتقاط الصور الذاتية يضخم النرجسية

الجماهير /عتاب ضويحي

على الرغم من أن صورة السيلفي (selfie) معروفة منذ زمن طويل، إلا أن تكنولوجيا الكاميرات والهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي أكسبتها شهرة كبيرة، بحيث انتشرت في الآونة الأخيرة في المجتمعات حول العالم، ولم تعد تقتصر على الشبان والشابات بل تحولت إلى وسيلة يلجأ إليها الجميع لالتقاط صور ذاتية لهم، حرصا منهم على توثيق لحظاتهم وخاصة السعيدة منها لمشاركتها مع الجميع عبر المواقع العديدة وتحقيق الشهرة، فترانا نطالع صورا للغالي والرخيص، للموائد والولائم، للفرح والحزن.
ووصل الأمر عند الكثيرين لتعريض حياتهم للخطر بالتواجد في أعلى القمم والمنحدرات والجسور من أجل التقاط صورة سيلفي وحصد الإعجابات، مادفع الباحثين والاختصاصين لتسميته بحمى السيلفي وأكثر المصابين كانوا من طالبي الاهتمام، وغالبا مايفتقرون إلى الثقة بالنفس وحب الآخرين.
ويرتبط سلوك السيلفي المبالغ به بالنرجسية التي تدفع صاحبها للتعالي والغرور، والتركيز على نفسه.
“الجماهير ” أجرت لقاءات مع العديد من الشباب لمعرفة رأيهم بالسيلفي ومتى يكون طبيعيا أو مبالغا به :
راما طالبة معهد ترى لامانع من التقاط السيلفي لمافيه من مواكبة للعصر، وأيضا يعطي رضا عن النفس.
دلال أيدت هذه الظاهرة لتوثيق اللحظات الجميلة وتقييم النفس، كما تؤيدها ريم التي تراها حالة طبيعية ووثيقة للذكرى.
أما بشرى فهي كذلك لأنها توثق اللحظات السعيدة وتمنح شعورا إيجابيا للشخص عن ذاته، وخاصة مع وجود خاصيات الفلاتر في الهواتف الذكية،
توافقها الرأي عائشة مدرسة أيضا فالسيلفي يوثق اللحظات الجميلة مع الأهل والأصدقاء، ويرى عمار مدير المعهد التقاني أن خير الأمور أوسطها، وكل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده، فالمبالغة بالتقاط السيلفي تعبر عن خلل نفسي لدى صاحبه.
شهاب وجودي وعلي محمد ضد ظاهرة السيلفي المبالغ بها، وبرأيهم الشخص الذي يلتقط لنفسه صورا عديدة ويضعها على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي دليلا على الهوس والنرجسية.
– الناحية النفسية للسيلفي
مدى ارتباط السيلفي بالصحة النفسية وأسباب إقبال الشباب المراهق عليه والجوانب السلبية والإيجابية له، وغيرها من الأسئلة طرحناها على أصحاب الاختصاص، حيث أوضح مصطفى طيفور دكتور التقويم والقياس في كلية التربية بحلب أن السيلفي يرتبط بالمستوى العمري للشخص، ونراه أكثر لدى المراهقين لارتباطه بصورة الجسد لديهم والجانب النفسي المكتمل، فيحاول المراهق أخذ صورة له من زاوية تظهر جماله بشكل واضح، وتظهر عنده النرجسية بشكل كبير إذا لاقت صورته إعجابات كبيرة مايضخم لديه الإعجاب بالنفس وبروز النرجسية، كما يرتبط السيلفي بالاكتئاب فقد يلجأ البعض وخاصة المراهق للسيلفي لتفريغ الشحنات النفسية لديه، ويراه وسيلة للهروب من ضغوطات الحياة ومشكلاتها، وقد يتحول السيلفي لهوس إذا كان له انعكاسا نفسيا سواء إيجابيا أو سلبيا، وأعطاه الشخص أهمية كبيرة عندئذ يتحول من حالة سوية إلى غير سوية نفسيا.
ويرى طيفور أنه برغم ذلك إلا أن للسيلفي إيجابيات من حيث تفريغ الشحنات النفسية والترويح عن الذات ولكن ضمن الآداب العامة للمجتمع، ويعول على الأهل في توجيه سلوك أولادهم وضبطها والتخفيف من حدة سلوكيات أبنائهم غير السوية من خلال متابعتهم بطريقة غير مباشرة وبعيدة عن المراقبة ، وأهمية التحاور معهم وقضاء أوقاتا لسماعهم، وبناء الثقة معهم لتجاوز مشكلاتهم وعدم وقوعهم في الأخطاء أو إصابتهم بأمراض نفسية
– وسيلة لإبراز الذات
محمد الحسن مرشد نفسي متقاعد قال : مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح لكل فرد في المجتمع تقريباً صفحة إلكترونية يكتب ويصور فيها نفسه راغباً في تأكيد ذاته لحد الهوس! فالبحث عن الشهرة أصبحت هوساً ومرضاً ويمكن تسميته بمتلازمة الشهرة والظهور، وهذا المرض ينتشر بطريقة غريبة لأنها تحقق لصاحبها رضا ذاتياً وربما نشوة أو رضا من نوع خاص، وأشار إلى أن المراهقين الذين يعرضون حياتهم للخطر بسبب التقاط صورة «سيلفي» مميزة في نظرهم يعانون من عدم التقدير، لذا يكمن الهدف من حرصهم على التقاط تلك الصور إلى إبراز الذات، والوصول إلى أكبر عدد من المتابعين لتحصيل الشهرة على شبكات التواصل الاجتماعي، وتابع : إن
التصوير الذاتي هو محاولة تضاف إلى محاولات الإنسان للعثور على أفضل الطرق لتأييد ذاته وحبها فبعدما كان يكتب اسمه على الجدران وأبواب البيوت ويسجل صوته ويحتفظ بمقاطع فيديو للحظاته المهمة فيما أصبح اليوم بشكل ومنحى آخر.
فظهور حب الذات والتقاط الشخص لنفسه صورا في الأماكن العامة والخاصة وبوجود الأشخاص المشهورين والمغمورين، ظاهرة سلبية، وهي نوع من الاضطراب النفسي، حيث يقوم الشخص بالتقاط العديد من الصور لنفسه عدة مرات في اليوم ويضعها على الإنترنت، عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الحصول على إعجاب الآخرين وحب الظهور والمغامرة والحاجة إلى إثبات الذات “الأنا” والتفاخر بالنفس وتقليد الآخرين، وفي هذه الحالات يمكن أن تعبر عن اضطراب نفسي يسمى”بالنرجسية”، وهو اضطراب نفسي يتميز بحب الشخص بذاته “وأناه” وشعوره بالتعالي والغرور لإعجابه بنفسه، ولحاجته بإعجاب الآخرين.
يرى الاختصاصيون في علم النفس أن هذه الظاهرة مؤشر لحالة إدمان ناتجة عن تعويض النقص في محبة وإعجاب الآخرين، فكلما حصلت الصورة على إعجابات أكثر، فَسرها ملتقط السيلفي بإعجاب الآخرين به،
، وفيما يلي أهم الخطوات للتخلص من حالة الإدمان على التقاط السيلفي :
• إيقاف الإشعارات المنبثقة عن مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية.
• الانتقال إلى التواصل الاجتماعي وجهًا لوجهٍ عوضًا عنه في المواقع الإلكترونية.
الذهاب إلى الاجتماعات العائلية والأقارب وترك الهاتف في المنزل.
• تطوير وممارسة الهوايات ومنحها وقت أطول على حساب استخدام الهاتف المحمول.
خاتمة القول :على كل شخص الإفادة من كل ماهو جديد ضمن الحدود المنطقية والطبيعية، وإلا من الممكن أن نواجه حالات نفسية تحتاج لعلاجات مكثفة، فكل مازاد عن حده نقص.
رقم العدد ١٥٩٥٣

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 تكريم وتوقيع كتاب " بوكيدون بأجنة من كرتون "  ترجمة الكاتبة شانتال جرجس ضمن فعاليات أيام الثقافة . أزمة النقل بحلب و دور المدارس والمعاهد الخاصة بتفاقهما.. وسبل معالجتها!  بدء فعاليات مهرجان حلب المسرحي.. "عويل الزمن المهزوم" اول العروض على خشبة مسرح دار الكتب الوطنية  إعلانات الجماهير نشرة إعلانية الكترونية العدد رقم / 713 / ليوم الثلاثاء 26 – 11 – 2024 ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية . . العرض السينمائي أيام الرصاص .  إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص انطلاق فعاليات أيام الثقافة السورية بحلب..   معرض الكتاب و 1000 عنوان بين أيدي الجمهور اختتام الجلسات الحوارية: تعزيز حقوق المستهلك و مقترحات مبتكرة لمراجعة القانون رقم 8 للعام 2021 الرئيس الأسد يصدر قانوناً يشدد الغرامات والعقوبات على كل أفعال التخريب أو سوء استخدام شبكة الاتصالات...