الجماهير \محمود جنيد
في غمرة الحديث عن مهمة القيادة الفنية لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم وتأخر قرار حسم التعاقد مع المدرب المنتظر نبيل معلول أو غيره من الخيارات المطروحة، كذلك البديل القادم لتدريب فريق رجال الاتحاد وآخر الأسماء المطروحة بقوة المدرب الوطني أيمن الحكيم، وما يرافق ذلك من بيانات وتصريحات وتحليلات ومواقف متضاربة، يبرز الإنجاز التاريخي لصاحبة الأحد عشر ربيعاً البطلة السورية الواعدة بلعبة كرة الطاولة هند ظاظا التي حجزت بطاقة التأهل المباشر إلى أولمبياد طوكيو2020 عن منطقة غرب آسيا بعد فوزها في المباراة النهائية لبطولة غرب آسيا التي أقيمت في الأردن على لاعبة لبنانية تفوقها من العمر و الخبرة و التجربة أربعة أضعاف وكانت قد شاركت ( اللاعبة اللبنانية) في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 ضمن فئة فردي السيدات، و لتصبح واعدة المنتخب الوطني و الطاولة السورية .
الظاظا بهذا الإنجاز الفريد الذي تحقق بلا ضجيج أو جعجعة أصغر لاعبة عربية تتأهل إلى دورة أولمبية، وأصغر لاعبة تتواجد في أولمبياد طوكيو، إضافة لكونها أول لاعبة بتاريخ كرة الطاولة السورية تحصل على بطاقة تأهل مباشر إلى الأولمبياد.
وما نريد قوله بأن المشكلة تكمن في الفكر الإداري و العقلية التي تستنزف في سبيل إرضاء مدللة ومعشوقة الملايين كرة القدم المال و الطاقة و الجهد الجهيد غير المرتكز على أسس ودعائم وتوازنات الاحتراف الحقيقي، لتأتي النتائج مواكبة لكل تلك المعطيات المعرقلة لعملية تأهيل وتطوير الأسس والبنية التحتية لكرة القدم و الاحتراف لدينا.!
وبالمقابل يتفتح برعم الظاظا ويحول حالة التصحر التي تعيشها رياضتنا ( مع الاستثناءات التي تمثلها بعض الطفرات على فترات متباعدة) إلى ربيع مزهر بالأمل و الفرح و الدهشة وسط معادلة غير متكافئة بين من يأخذ كل شيء ويكون نتاجه لا شيء، و آخر مثل الظاظا ومجد الدين غزال وأمثالهما بالفتات يصنعون المعجزات، فأي عدل و أي معادلة هذه؟!
وحيث نتوسم خيرا بقدوم قيادة رياضية رأس هرمها بطل كبير ( فراس معلا) عايش هذا الواقع ويعي تماما مواطن الوجع الرياضي ومكامن الخطأ، فلا بد من البحث عن السبل لتكريس حالة البطلة الواعدة الظاظا التي نقلت رياضتنا على كوكب آخر غير الذي نتعايش معه، و البناء على هذه الأمثولة كمعطى إيجابي لتحقيق التوازن بكل شيء، من خلال دعم الألعاب المنجزة بالقليل من الإمكانات و رعاية واعديها ومواهبها و أبطالها ووضع جل الإمكانات المتاحة لتطويرهم و رفع كفاءتهم، لتكون النتيجة هي رفع العلم الوطني على ساريات أكبر و أهم البطولات و الدورات على مستوى العالم.
أما معشوقتنا كرة القدم ومحترفيها ككناية،الهواة كواقع حال والباحثين عن الأخذ دون عطاء، فهي أيضا بحاجة “لنفضة ” توصلها وتوصلنا لهدفنا الحلم و هو نهائيات كأس العالم، و البداية أن نعرف كيف نخلص مسلمات الأمور دون تأخير.!
رقم العدد 15964
قد يعجبك ايضا