الجماهير – الحسن سلطانة
المعرفة الطبية وتدبير العمليات الجراحية النوعية والحالات المستعصية المعالجة والمواكبة للتفوق العلمي الطبي حالة تميزت بها مشافينا الحكومية والخاصة منذ عقود مضت بأيدي أطباء اختصاصيين سجلوا بصمات متميزة لحالات نادرة صعبة المعالجة والتدبير وحالات عجز وغيرها أنقذت أشخاصاً كثيرين وحسنت طريقة حياتهم ومنها حالة تشوه نادرة في إبهام اليد اليمنى لطفلة عمرها خمس سنوات تم معالجتها في عام 2001 ويسمى هذا التشوه الإبهام ناقص التصنع .
وذكر الدكتور عبد المعين زريق رئيس الشعبة العظمية في مشفى الرازي الحكومي بحلب و الذي أجرى العملية أن الطفلة كانت تعاني عدم قدرتها على إمساك القلم والكتابة وتم تقييم الحالة بغياب المسافة التشريحية بين الإبهام والسبابة مع غياب الأوتار الباسطة والمبعدة له ، ويعتبر تشوه الإبهام الناقص التصنع هو طيف واسع من التشوهات تتراوح بين غياب كامل للإبهام لمجرد صغر في حجمه ويترافق غالباً مع تشوهات أخرى معممة في الجسم .
وأشار الدكتور زريق أنه أجريت للمريضة عملية تصنيع للإبهام تم فيها توسيع المسافة بين الإصبعين الأول والثاني بوساطة عملية تصنيع z ونقل وتر باسطة السبابة الخاصة ووتر قابضة البنصر السطحية لإصبع البنصر لتعويض غياب الأوتار المبعدة و الباسطة و تمت الجراحة على مرحلة واحدة وتمت متابعتها لمدة 17 عاماً .
ولدى مقارنة هذه الحالة بالأدب الطبي المنشور في المجلات الطبية لوحظ عدم وجود حالة مشابهة منشورة بطريقة الوصف والمعالجة واتصفت نتيجة المعالجة بالنجاح حيث تحولت الطفلة التي لا تمسك القلم بيدها اليمنى إلى مهندسة .
وكون هذا العمل الطبي النوعي كان مستكملاً الشروط العلمية للحالة فقد نشرته مجلة اوكسفورد للحالات السريرية التي تعنى بالأبحاث العلمية المتميزة عالمياً ليتم اطلاع الأطباء في العالم عليها والإستفادة من الخبرات العلمية في هذه الحالة وهذا الأمر يؤكد أن سورية تعتبر مخزوناً بشرياً للعقول العلمية التي أثبتت كفاءتها وجدارتها بالإضافة لقدرة أبنائها على الإنجازات العلمية المتميزة في مختلف المجالات وجدارتها محلياً وعربياً وعالمياً .
رقم العدد ١٥٩٦٩