غادة شعاع ودور (الأم) في ميادين الرياضة السورية

الجماهير/ محمود جنيد
وراء كل شيء جميل وعظيم في هذا العالم ، “أم” .. وفي لغة الرياضة ..هي السند الذي يمهد لك تحقيق أهدافك ، هي اليد الطولى التي ترفعك لتملأ سلة الحياة بثمار النجاح ، هي القبضة الحديدية التي تلكم فيها المصاعب ، هي الفرس الذي تتخطى معه جميع الحواجز ، هي الزانة التي تقفز بها إلى العلا ، هي المعالج الذي يدلِّك معنوياتك ويزيل أوجاعك ، هي “الكوتش” الذي يدرب ويخطط ويتابع ويوجه ويتحمل المسؤولية الكاملة لتتمكن في هذه الدنيا من انتزاع بطولاتك .
وأذكر البادرة التي قام بها عناصر إحدى الفرق الأوروبية لكرة القدم في العام الفائت الذي لم يكن فيه الخبيث “كورونا” على قيد التفشي ، حيث قاموا بكتابة أسماء أمهاتهم على قمصانهم تكريما لهنّ و احتفاءً بهن في شهر قدوم الربيع ( 21 ) آذار الذي يرمز للأمم بكل ما للربيع من دلالات ومعان تشبه الأم بما يعبر بالمفهوم الرياضي و الاجتماعي بأنها الرمز والشعار ، ويكرس انطباع الانتماء و الوفاء و الولاء و الإخلاص .
في ميادين الرياضة و السورية هنا مازال لدينا متسع للإهتمام بالأم الرياضية أو أم الرياضيين الأبطال، رغم ما تمثله من قيمة و هي أساس المجتمع الذي يربي جيلا بأكمله وتقديرا لدورها في دعم أبنائها ودفعهم لممارسة الرياضة و الإنجاز فيها بما يحقق النتائج المشرفة التي ترفع علم الوطن في مختلف المحافل الدولية .
في وقت نحن أحوج فيه لدعم الأم من أجل تحقيق ما خطط له إن وجد التخطيط الواعي و الممنهج من أصله ،و التأثير على تبني الرياضة من الأبناء منذ الصغر ليكونون النواة لثمار المستقبل المشرق الذي ننشد .
وإذا أردنا الإبحار أكثر في هذه السيرة التي تعتبر كتاء التأنيث الساكنة له ليس محل واضح من الإعراب ضمن اهتماماتنا وأولوياتنا الرياضية ، من باب تكريم المرأة الأم الرياضية بمناسبة عيد الأم وتداركاً لهذا الشأن ،وبذات الوقت ( حجة بحاجة ) التعرف على دور الأم الرياضية في تنشئة جيل رياضي يعود على مجتمعه بالإنجازات الرياضية ، نلحظ في مجتمعنا السوري و العربي بشكل عام الانحياز الإعلامي لرياضات الرجال بشكل أكبر من متابعة الأخبار الرياضية الخاصة بالإنجازات التي تحققها المرأة إضافة لقلة اهتمام وسائل الإعلام بنشر المفهوم الحقيقي لرياضة المرأة ودعمها بشكل عام كذلك عدم اهتمام الإعلام الرياضي برياضة المرأة بالشكل المطلوب، إلا في حال مشاركتها بالألعاب التنافسية رغم أن الإنجاز الأهم في تاريخ الرياضة السورية ( أولمبي عالمي ) حققته الأنثى غادة الشعاع كطفرة لم نعرف كيف نستثمرها لتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية الأنثوية ، وفي جميع الطقوس الاحتفالية و التكريمية التي حظيت بها البطلة الاستثنائية لم تلفتنا أية إضاءة على دور الأم التي أنجبت أفضل رياضية في تاريخ الرياضة السورية .
ذلك رغم أن دور الأم الرياضية أو أم الرياضيين فعال ومؤثر جدا بالأبناء بالصغر أكثر من الأب الرياضي ، وتاريخ الأم الرياضية الحافل حافز قوي للأولاد لممارسة الرياضة ،كما أنها تستطيع توجيه أبنائها نحو الرياضة التي يحبونها بشكل جيد وفعال و اهتمام الأم الرياضية بممارسة النشاط الرياضي يعود على أبنائها إذا مارسو الرياضة بالصحة و العافية ويساعدهم على تحسين لياقتهم البدنية ، إضافة لأنهم يرونها كقدوة أفضل من الأب الرياضي ..
أمهاتنا .. رياضياتنا ..ربيعنا ..كل عام وانتن بألف خير ..أبعد الله عنكن وعنا “كورونا” وأمثاله..
رقم العدد ١٥٩٨٨

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار