الشهيد ” المظلوم ” غياث طيفور أنموذجاً .. تحية لمدربي الوطن مانحي البطولة وصنّاع الأبطال

الجماهير- محمود جنيد
خلف كل بطل وبطولة وإنجاز رياضي عرّاب، يتمثل بشخصية مركبة الفعل (المدرب والمعلم والمربي) الذي يشبه، في عطائه خلف الكواليس والأضواء، الشمعة التي تذوب في تأهيل وتدريب وإعداد الخطط والبرامج واللاعبين؛ لتنير درب البطولة وإحياء تلك الإنجازات التي تشرف أوطاناً، وتشمخ براياتها على سارية التتويج التي تشخص إليها أنظار العالم.
وإزاء هذا الجهد العصامي المنكر للذات، يستحق المدرب الاحتفال به في يوم عالمي تصادف ذكراه الأول من نيسان، وفي هذا العام الذي داهمتنا فيه جائحة “كورونا” فألزمتنا الحجر الصحي لتستحضر مع سعة الوقت ما استوطن في طيات الذاكرة، لتضج على مواقع التواصل الاجتماعي وبصورة أوضح وأعم من ذي قبل، مظاهر الاحتفال بيوم المدرب من قبل رياضيينا الذين تفننوا بطرق وأساليب وديباجات ورسائل الاحتفاء والشكر لمدربيهم أصحاب الفضل عليهم في مسيرتهم، كعربون وفاء وامتنان، واتضحت من خلال تلك المنشورات التي استعرضت شذرات ومواقف وصوراً مشتركة، رباط العلاقة الأوثق والأوطد بين لاعبي وأبطال ألعاب القوة والفردية عن الألعاب الجماعية الأخرى، ومن تلك الرسائل الفيسبوكية لفتتنا واحدة لامستنا برهافتها وصدق مشاعرها الجياشة، وجهها بطل الملاكمة العربي والآسيوي محمد مليس ، لمدربه الذي وصفه بالشهيد المظلوم (غياث طيفور) وعبّر فيها عن علاقته بمدربه على السجية ودون تكلف: (ثماني سنوات على فراقك وأنا أعمل بكل جهد لأسمع العالم بأنك الشهيد المظلوم..الله يرحمك يامعلمي وتاج راسي وأنا شو ما بساوي، مستحيل أردلك جميل من جمايلك أو فضل من أفضالك الكبيرة علي سوى أن أذكر ذلك الفضل أمام جميع الناس ..الشهيد البطل غياث طيفور رحمك الله وأدخلك فسيح جنانه).
البطل مليس، أضاف وهذه المرة “للجماهير”، بأنه يحترم ويقدر جميع مدربيه الذين تعاقبوا عليه في المنتخبات الوطنية، لكن الشهيد طيفور، يردف: كان علامة فارقة بعلاقته الاستثنائية مع لاعبيه، إذ رسخ في أذهانهم ماهية الملاكمة كلعبة الفن النبيل، وعلمهم معنى الرجولة والتضحية وكيف يسيرون على طريق البطولة وكيف يحترمون منافسيهم ومدربي منافسيهم، ويصلون بشرف إلى منصات التتويج. وعلاوة على ذلك كان بمثابة الأخ والصديق والداعم، يعطي قبل أن يأخذ ويقدّم وطنه وأبناءه على نفسه كما فعل؛ ليكون جزاؤه الاغتيال من قبل الإرهابيين دون أن يعرفوا حقيقة ذاته كإنسان يحمل صفات النبل والصدق والإنسانية بفطرة صادقة لا شوائب فيها.
وبدورنا نترحم على شهداء الوطن كافة، ونعايد المدربين في مختلف ميادين الرياضة والألعاب، ونشد على أياديهم، وندعوهم للتمسك بمثل وثوابت شخصية المدرب المعطاء الذي يربي ويعلم ويدرب ويضحي من أجل ثمرة رفع علم الوطن في المحافل الرياضية.
رقم العدد ١٦٠٠١

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار