الجماهير- محمود جنيد
قد نلتمس على مضض مع مطالبتنا بالمعالجة، العذر لأولئك الذين يحتشدون أمام صالات (السورية للتجارة)، ويتجمّعون في الأسواق قبل دنو ساعة حظر التجوال، لأن الدافع هو تأمين مؤن واحتياجات المعيشة الأساسية، لكننا وعلى النقيض من ذلك نعتبر أن أي تجمع آخر هو نوع من الاستهتار وعدم التقيد بالتعليمات والإجراءات الحكومية الرسمية، مهما كانت المسوغات والأعذار، لأننا في مرحلة حاسمة في مواجهتنا المصيرية مع “كورونا”، والمثال الذي نقصده على وجه التحديد هنا مباريات كرة القدم المصغرة بين مجموعات من الصبية والشبان التي لحظناها بصفة يومية، وأين ؟!! داخل أسوار المدينة الرياضية التي أغلقت أبوابها وملاعبها وصالاتها بوجه جميع الأنشطة والفعاليات الرياضية تنفيذاً لقرارات الفريق الحكومي المعني بوضع استراتيجية التصدي لخطر تفشي فيروس “كورونا”.
وخاب ظننا عندما اعتقدنا بأن الحادثة التي تطلبت في وقت سابق تدخل رجال الدفاع المدني لمساعدة طفل عالق فوق أحد هنغارات المدينة الرياضية لدى محاولته استرجاع كرته من فوق سطح الهنغار، ستكون الأخيرة، وعلى ما يبدو فإن عدم توفر الملاعب الشعبية، جعلت المنطقة الإسفلتية أو الممر الذي يفصل بين سور المدينة الرياضية من طرف مستودعات الأعظمية وهنغارات الألعاب ملاذاً دائماً للباحثين عن تفريغ شحنات شغفهم بكرة القدم من اليافعين تحت الأنظار، علماً بأن مخالفتهم ورغم تعاطفنا معهم بصورة ما، كانت مضاعفة ( التسلل إلى داخل المدينة، ولعب كرة القدم في زمن كورونا) رغم كل ما أذيع ونشر من برامج التوعية والوقاية من مخاطر تفشي الفيروس، والقرارات والتعليمات التي شددت على ضرورة تجنب التجمعات بسبب اعتبارات الصحة والسلامة العامة.
ولأن درء المفاسد (تجنب خطر كورونا) مقدم على جلب المصالح (ممارسة الهواية المفضلة والتسلية وكسر حاجز الملل)، فإن عدم التساهل مع مثل هذه الحالات واجب ومسؤولية، لأن مثل هذه الحالات على بساطتها تؤكد بأن البعض وبتساهله واستهتاره مازال يجهل ماهية ذلك المجهول القاتل المسمى “كورونا”.
رقم العدد ١٦٠١٥
قد يعجبك ايضا