ما أنا برامٍ!.

الجماهير – عتاب ضويحي

تتكرر وتتعدد المشاهد التي تضعنا أمام تلوث بصري وسمعي عدا عن التلوث البيئي، فما أن تدق الساعة ال”12″ معلنة منتصف الليل حتى تبدأ سلسلة السيمفونيات ذات الإيقاعات المختلفة بالعزف من على شرفات المنازل.
أصوات لكثرة سماعها وبشكل يومي بات من السهل تمييزها ومعرفة أصلها وفصلها، فعلى سبيل المثال لا الحصر خبطة قوية مع تناثر للأشلاء مصدرها كيس قمامة مملوء بمخلفات الطعام وماشابه ملقى من الدور السكني الخامس.
صوت رنان مع خلفية موسيقية تصويرية أصله قطع زجاجية، غير مهم أين وعلى من تقع، أما صوت الارتطام مع ضربات ارتدادية طبعاً مصدره علب بلاستيكية ومعدنية وخشبية.
أصوات تقوى وأخرى تتلاشى ولكن كلها في كفة، وأفعال من تقطن بالدور السكني الأول في كفة أخرى، فصديقة البيئة لاتوفر جهداً في إحداث أبشع مناظر التلوث، فقدر طعامها (الطنجرة) يفرغ مافي جعبته مباشرة من الشرفة على الرصيف، وسلّة أوساخها تلفظ مابداخلها (محارم أطفال ، قشور البطيخ، خيار، بندورة وبقايا خبز، ومعكرونة…) فوق رؤوس المارة و(أنت ونصيبك)، ويظهر المشهد الصباحي المفجع مع إرسال الشمس أول خيوط أشعتها الذهبية منتظرا سيارة ترحيل القمامة والتي تعتبر بمثابة سيارة إسعاف بفارغ الصبر.
ومهما بلغت درجة السباب والشتم من عمال النظافة فليس هناك من يلومهم، مادام هناك أشخاص بعيدون كل البعد عن شيء يسمى (النظافة)، ويتصرفون بعدم المسؤولية وكأن البل لن يصل لذقونهم.
ربما لسنا بحاجة لقانون نظافة يفرض غرامات على من يرمي قاذوراته، أين وكيفما ومتى يريد، بقدر حاجتنا إلى تجسيد ثقافة النظافة في سلوكياتنا اليومية، وكأنها جزء لايتجزأ من أي عادة نتبعها يومياً، ومهما كان الموقف فعلينا الربط والمرابطة على مبدأ (ما أنا برامٍ).
رقم العدد 16094

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار