قيادات كنسية من الكنائس الإنجيلية الأمريكية تدين “قانون قيصر”.. نصير : بيان السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان يرسل إلى مجلس الشيوخ الأمريكي ورجل دين بريطاني يحذو الخطوة ذاتها
الجماهير/ انطوان بصمه جي
في خطوة غير مسبوقة رفع السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان بيانه للرد على تطبيق “قانون قيصر” الجائر الذي يستهدف في مضمونه تجويع وإفقار الشعب السوري، ولاقى البيان ترحيب العديد من الكنائس الإنجيلية الأمريكية والذين استجابوا لصرخات الشعب السوري في رسالة موحدة أرسلوها إلى مجلس الشيوخ الأمريكي مطالبين إعادة النظر في القانون الجائر والآثار المترتبة من تطبيقه.
وجاء في نص بيان السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان “يأتي قانون قيصر ليفرض مزيداً من الحصار على سورية وليذكر الامبراطوريات الغابرة وسياسة “الأراضي الموطوءة” التي مارستها على الشعوب المستضعفة، في الوقت الذي قدم فيه الشعب السوري تضحيات كبيرة خلال سنوات الحرب للانتصار على الإرهاب، حيث قررت الإدارة الأمريكية معاقبته بمزيد من الحصار الذي يطال قوت يومه وصحته ومستقبل أطفاله”.
وتضمن البيان أنه “في الوقت الذي أصبح واضحاً أن لا حل في سورية إلا الحل السياسي الذي يقوده السوريون بأنفسهم والذي يحافظ على استقلال سورية ووحدة أراضيها واستمرارية مؤسساتها الحكومية، قررت الإدارة الأمريكية دفع الأزمة إلى مزيد من التعقيد من خلال تجويع الشعب السوري وتعطيل إعادة الإعمار ومعاقبة من يخالف تطبيق عقوباته”.
وتشكر بيان السينودس الكنائس المشيخية والملايين من شركائه في الإيمان والخدمة من الكنائس الإنجيلية الأمريكية لاستجابتهم لصرخات الشعب السوري في رسالة موحدة أرسلوها إلى مجلس الشيوخ الأمريكي يطالبون بإعادة النظر في القانون الجائر الذي يضع حياة الملايين من الشعب السوري وأطفاله ضحية سياسات خارجية تزيد من آلامه.
وخلال لقاء صحفي خاص أوضح الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية بحلب القس إبراهيم نصير لـ”الجماهير” أن نص البيان جاء عندما اتخذت الإدارة الأمريكية تطبيق “قانون قيصر” وأكثر ما ألمنا كرجال دين مسيحي أن “قانون قيصر” اتخذ وكان الرئيس الأمريكي ترامب يرفع الكتاب المقدس بيده، ومن هنا كان لا بد من إبداء الرأي تجاه ذلك، مشيراً إلى أنه كرجل دين لا يستطيع التأثير على الرأي العام الأمريكي إلا من خلال إرسال رسالة موجهة باللغة الإنكليزية إلى الشعب الأمريكي أخبرهم فيها أن “قانون قيصر” لا ينسجم مع المنظومة الروحية في سورية ولا مع قوانين حقوق الإنسان ولا مع ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية بحلب أن قانون قيصر سيضر بالشعب السوري ، بالإضافة إلى مدى الدمار الذي سيتركه القانون على القطاع الصحي وعلى المدنيين وصعوبة حصولهم على الدواء مشيراً إلى أن معظم الصناعات والأجهزة الطبية مستوردة فإن قانون قيصر سيؤثر على القطاع الصحي في واقع الحال، فمع وجود العديد من الأمثلة الواقعية في المجال الصحي التي ستؤثر على المواطن بشكل خاص مثل جهاز (pet scan) المتخصص بالكشف الدقيق عن الأورام الخبيثة التي تتجاوز حجمها 2 سم في جسم الإنسان، أي بطريقة أخرى “قانون قيصر” سيساهم بقتل السوريين.
وأضاف القسيس نصير أن هذه الرسالة المفتوحة للشعب الأمريكي أرسلناها إلى بعض قادة الكنائس في الولايات المتحدة وأهمها الكنيسة الإنجيلية المشيخية وبالتعاون مع السينودوس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان أرسلوا رسائل مفادها أن “قانون قيصر” هو قانون ظالم، وبناءً على الرسائل الموجهة اجتمعت 7 قيادات كنسية في أمريكا واتخذوا قراراً بإرسال رسالة إلى الكونغرس الأمريكي يطلبون فيه من أعضاء الكونغرس التدخل ووضع حد لقانون قيصر لأن المستهدف منه الحكومة السورية والمدنيين السوريين الذين يعيشون في كنف الدولة السورية.
وأردف الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية أنه في الوقت الحالي تعمل سياسات الدولة الأمريكية على تدمير ما قد بناه أسلافهم في المنطقة، بمعنى أن الإرساليات التبشيرية التي جاءت لدول الشرق اهتمت بمنحيين هما قطاع التربية والتعليم والقطاع الصحي وعقوبات “قانون قيصر” تستهدف القطاع الصحي بالمطلق واستهداف المجتمع السوري من خلال إبعاده عن التعليم بسبب الجوع الذي سيصيبه فلن يفكر إلا في تأمين مستلزماته الأساسية اليومية وبالتالي يبتعد عن التعليم والصحة الجيدة، وبالتالي فإن “قانون قيصر” يستهدف البيئة الاجتماعية التي تعيش في كنف الدولة وليس فقط الدولة السورية، كما قال نصير.
وأضاف الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية بحلب أن خروج هذه الرسالة إلى العلن استطاع أن يحدث تأثيراً كبيراً في الرأي العام الغربي من خلال تبني رجل دين بريطاني يدعى (اندرو أشدون) يطالب الكنائس البريطانية برفع مثل هذه الرسالة لمجلس اللوردات البريطاني جاء فيها “من الجيد جداً أن الكنيسة المشيخية والميثودستية والمصلحة عبروا عن قلقهم الشديد من نتائج حصار قانون قيصر على المدنيين وأنا أرى أنه من الجيد أن تقوم كنائس بريطانيا باتباع ذلك” وتعد هذه الرسالة بمثابة دعوة رسمية.
ختاماً، قال القس نصير إن البيان بمثابة دعوة واضحة للجميع بأن هناك مسؤولية تقع على كافة أبناء المجتمع السوري بدون استثناء وعلينا أن نوحد الصف لنستطيع مواجهة التحديات وينبغي أن يكون الارتباط قوياً بين الحكومة والشعب لمواجهة تلك التحديات.
ت . هايك اورفليان
رقم العدد ١٦١٠٠