ذكرى انتصار حلب الرابعة.. ” تحية لروح الشهيد”.. لعبة المصير التي ربحها أبطال الرياضة بالضربة القاضية

 

الجماهير/ محمود جنيد

رمى قناص الخط الأولى “الزيني” طلقته الأخيرة التي أصابت مقتلاً هشم رأس الإرهاب الظلامي فأرداه صريعاً، قبل أن يرتقي مرتحلاً نحو العلا بأجنحة بيارق النصر متشحاً ثوب الشهادة الأبيض..

وقبل أن يغمض البطل مصطفى محمد زكريا زيني عينيه في الثاني عشر من شباط 2020، أبصر شهب النصر تلوح في الأفق مضيئة ً سماء حلب ـ معشوقته ـ التي أهداها وردة حمراء من دمه الطاهر ومضى قديس العشاق النبيل في طريقه نحو الفردوس بعد أن سلم الأمانة لمن ائتمنها ـ رفاق السلاح ـ بواسل الجيش العربي السوري أتموا المهمة وختموا بشمع النصر المضمخ بعبير وردة القداسة رسالة الوفاء للشهيد ومن سبقه ولحقه ، أن ارقدي يا أرواحهم الطاهرة بسلام .. وقري عيناً يا أمهات ..وارفعي رأسك يا شهباء وقد استجاب لك القدر لأن شعبك أراد الحياة ..والتاريخ رفع لك قبعة الاحترام ..ودون لك في صفحاته مأثرة الخلود في السادس عشر من شباط 2020 تحت عنوان قيامة النصر ..التي حُشرت معها فلول الإرهاب المدحورة بوجوه سوداء، عراة المصير بعد أن كُشفت سوءتهم ..و((مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمتٍ لا يبصرون)).

صادقوا العهد..

الشهيد الزيني كان من أولئك الرجال اللذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقضوا نحبهم وما بدلوا تبديلا ليعبدوا طريق النصر المعمّد بدمائهم، وعاش بطلاً رياضياً في لعبتي بناء الأجسام و القوة البدنية ومدرباً لجيل رفع أسهم واسم رياضة بناء الاجسام خلال فترة الحرب على مدينة حلب، و ارتقى بطلاً شهيداً وهو مقبل غير مدبر في الصفوف الأولى على جبهة الدفاع عن حياض حلب و الوطن، لكنه لم يكن الأول و لن يكون الأخير حيث سبقه إلى هذه المكرمة بين إعلان النصر الأول في 22/12/2016 و النهائي 16/2/2020 سرب من شهداء الحركة الرياضية بالعشرات ارتقت على جبهتها الخاصة من البطل غياث طيفور الذي كان أول من سلك طريق الشهادة وسار على نفس الطريق سواء ممن كان يحارب على الجبهات العسكرية مع الجيش و اللجان الشعبية أو من اغتالته قذائف /الحقد الإرهابية وهو في أماكن التدريب، أو الأنشطة المختلفة ، أو من كان في مدرسته أو عمله ومن بينهم أطفال، أو من تم خطفه وتصفيته ( ويليام نبيل ماكار، باسل عساف،محمد عماد الأحمد، عبد الباسط جلخي، أحمد شوك، جورجيو أنطونيو رباط ، مصطفى جبقجي، محمد ديب هباش،نور أصلو، بشار عجمية، محمد دنوف،عبد القادر أيوبي، بسام مجوز، عماد صباغ، عمر ديري، ميراي هندويان، عمار شرفو، غسان صابوني، محسن تركماني، حسين مسقاني عبد الواحد بللار، ياسر فاضل، علي الأهراط، محمود عبيد، يحيى عاشور …………..) و القائمة تطول ولم نذكر سوى أمثلة ممن ارتقوا فداءً للوطن من مختلف الرياضات و المهام، كما لم تخل القائمة من الشهداء الأحياء أو مصابي الحرب اللذين باتوا شموعاً تنير درب النضال الذي مازال مستمرًا حتى تحرير آخر شبر من جغرافية وتراب الوطن المقدس.

القصة الكاملة ..

و اليوم ومع الأفراح التي تعم حلب و الوطن عامة، بتطهير حلب و عودتها أمنة مطمئنة راضية مرضية، يأتي التأكيد على أن دماء الشهداء لم تراق سدى بل كانت مفتاحًا لأبواب العهد الجديد للرياضة الحلبية على مصراعيها لتعود منه إلى موقع الريادة و الصدارة على المستوى المحلي وتقوم بدورها المعتاد الرافدي للمنتخبات الوطنية بالنجوم والأبطال و الكوادر من مختلف الألعاب و الرياضات، وكل البوادر و المعطيات و الانطباعات التي رصدنا تعطي مؤشرات واضحة بأن الرياضة الحلبية بعد النصر لن تكون كما قبلها، فهي التي صمدت وصبرت وقاومت واستمرت بحراكها الذي أخذ المضمون النضالي رغم ما حاق بها من ويلات و ضيم، فكيف سيكون مآلها بعد الانفراج..؟!

ذلك السؤال المحوري الذي تأتي الإجابة عليه في القصة الواقعية التي نسرد معها الظروف التي مرت بها رياضة و رياضيو حلب على مدار سنوات أزمة الحرب التي حاول مشعلوا فتيلها رمي شباك إرهابهم الدولي العسكري، الاقتصادي و الثقافي السوداء على ضفاف الوطن للنيل من أمنه و سيادته و استقراره وتحويله إلى مستنقع تطفو على سطحه عوالق الإرهاب و ظلال الموت و الخراب و الدمار لمكونات الحياة كافة.

نزال العصر

وفي الإسقاط التشبيهي المشتق على الواقع الرياضي، أراد محور الشر أمريكا وشركائه وحلفائها من العربان المتصهينين أن يحولوا سورية إلى حلبة ملاكمة مسيجة بمفخخات الفتنة، وخططوا لأن يكون النزال غير متكافئ لتكون نهايته الضربة القضية من الجولة الأولى، من خلال تجميع قوى الشر المتحالفة من كل بقاع الدنيا في لبوس وحش متخم بمنشطات وهرمونات وأسلحة الفتك (يمثل اللاعب الأول)، أمام الطرف المقابل الذي انتصب بشموخ ولحمة مكوناته الوطنية و استعد للنزال مؤمنًا بقضيته ونصره.

صمود البطل..

وبدأ النزال الوجودي.. ورمى شيطان الإرهاب بكل قوته موجهاً شروره محاولا حشر ومحاصرة البطل في الزوايا والشباك المفخخة ولكمه تحت الحزام في محاولات بائسة لصرعه، لكن البطل السوري صمد وثبت على الحلبة رغم ما تعرض له من هجمات على كافة المستويات و بصورة غير شرعية، وعندما كان يتلقى الضربات المؤثرة كان يخرج ذلك الصوت العميق المتدهج من تلك الطفلة ذات العينين الخضراوين المتشحة بعلم الوطن ( سورية ياحبيبتي.. كرامتي ،عزتي ، هويتي) و الذي كان يمده بسبل الصمود والبقاء منتصبا على قدميه ماضيًا نحو النصر..

سيناريو النضال..

سارت المجريات على ذلك النحو الذي يحمل تفاصيل غائرة و تشعبات كثيرة وفي السياق كانت الذاكرة الحية تأخذنا للأحوال و الظروف التي كان يمر بها البطل السوري، الذي نجسده بشخصية مركبة (الرياضة الحلبية) هنا.. وكيف طالت قذائف الغدر و الإرهاب بنيتها التحتية من صالات و ملاعب ومنشآت استثمارية، مما كان له منعكساته على الحركة الرياضية التي سارت على طريق وعرة ملغمة، فآثرت تفتح جبهة النضال الخاصة بها لمجابهة الحرب الكونية من مواقعها، وأنشأت فيلقها الخاص بعد أن خسرت من خسرت من خبرات و كوادر ولاعبين بين مهاجر ومرتق إلى العلا، ووزعت المهام فهناك من التحق بصفوف الجيش العربي السوري على جبهات النضال العسكري، وآخرون جمعوا من بقي من لاعبين و براعم في مراكز التدريب، و فئة إدارية وفرت الأمور اللوجستية و الأماكن الخاصة بالتدريب و الترحال للمشاركة في البطولات المركزة و إقامة الأنشطة و البطولات المحلية الحلبية، وكوادر أخرى التحقت بمهام تدريب مجموعات خاصة من عناصر قواتنا المسلحة و قوى الأمن الداخلي على الفنون القتالية.

هدية الانتصار..

ومع انطلاق الحملة العسكرية لتطهير أحياء حلب و امتداداتها ومحاورها و تحرير ادلب ريفها في خطوة نهائية لإعلان كامل الجغرافيا السورية طاهرة مطهرة من رجس الإرهاب، حاول إرهابيو العصر، أن يضعوا حلب تحت الضرب في محاولة يائسة مفلسة لترويع أهلها وشل حركتها و تعطيل مفاصل الحياة فيها من جديد، لكن رد الرياضة الحلبية جاء بليغا كالعادة، بتحقيق رجال الاتحاد لقب كاس الجمهورية لكرة السلة بعد عشرين عاما من الانتظار وحظيت بعثة الفريق باستقبال جماهيري ورسمي حافل ومواكب قطرت الفريق من تخوم حلب و سارت به إلى مركز المدينة وصولا إلى مقر قيادة فرع حلب للحزب التي هنأت الفريق على الإنجاز كما فعل بعدها محافظ حلب، و أكد حينها لاعبوا وكادر الفريق لنا، بأنهم استلهوا عزيمة النصر من بطولات الجيش و تضحيات الشهداء اللذين أهدوهم الانتصار.

التماهي الوطني..

وفي الوقت الذي اشتدت فيه حملة جيشنا الباسل مضعضعة صفوف الإرهابيين وملحقة بهم خسائر فادحة في العديد و العتاد، حاول آكلوا لحوم البشر أيضا و أيضا، رمي أثقال حقدهم على المدنيين الآمنين، بالتزامن مع موعد مباراة القمة في الجولة الثانية عشرة للدوري الممتاز لكرة القدم التي كانت ستجمع الاتحاد بتشرين على ملعب السابع من نيسان بحلب، وساد اعتقاد بإمكانية تأجيل المباراة، التي أقيمت بموعدها على وقع القذائف وسط حضور جماهيري ملأ مدرجات الملعب ، كما انخرط رياضيو حلب مع الحراك الوطني الشعبي من خلال المساهمة مبادرة (ليرتنا عزنا)، والتحق العديد منهم على جبهات القتال العسكري إلى جانب الجيش العربي السوري وارتقى من ارتقى منهم شهداء انضموا إلى قافلة من سبقهم، وبنفس الوقت نفذت اللجنة الفنية لكرة القدم بحلب برنامج مسابقاتها بفئات البراعم و الناشئين في ظل هذه الظروف التي هزمتها إرادة رياضيي حلب بشواهد يقف أمامها العالم بدهشة ونستلهمه مما قاله أحد لاعبي الناشئين ردا على سؤال حول إصراره على اللعب و المشاركة وعدم خوفه من القذائف الإرهابية التي حصدت أرواح الكثير من المدنيين و خلفت مصابين بأعداد أكثر ، معقباً:” اللي بدو يتحدى هيه حلب من قدا…”. وهل هناك أبلغ و أعظم من هذا الرد؟

سقوط الرهان..

وكلنا يذكر الديربي الحلبي الذي جمع الاتحاد و الحرية على ملعب رعاية الشباب الذي غصت مدرجات بالجمهور الحلبي في الوقت الذي راهن فيه آكلوا لحوم البشر على قدرة قذائف إرهابهم على ثني الجمهور الحلبي عن ارتياد المدرجات، وكانت تلك أحدى الصفعات التي وجهتها الرياضة الحلبية للإرهابيين و مشغليهم، لتتوالى بعدها الصفعات المدوية، حيث عاد النشاط لملاعب السلة التي استقبلت فرق المحافظات الأخرى، وأقيمت في حلب الفعاليات المركزية للأولمبياد الوطني الثالث، بينما كانت المنشآت الرياضية في المدينة الرياضية و الأندية تعود للتعافي وتقلع بالنشاط الرياضي و الاستثماري بصورة طبيعية و على راسها ملعب الحمدانية الذي عاد للخدمة بحلة عالمية ، وهاهي صالة الحمدانية الدولية بدأت تحذو حذو الملعب الكروي، والمسبح الأولمبي ومسبح السابع من نيسان ومنشات نادي الجلاء وصالتها الحضارية التي تستقبل حاليا منافسات الدوريات السلوية المختلفة.. وغيرها وسواها …

الضربة القاضية..

وتابع بطلنا نزاله الوجودي المصيري الحاسم على حلبة النضال الوطني مستلهما مقولة القائد الرمز بشار الأسد: ( الرياضة ..فعل و انجاز لتبقى راية الوطن مرفوعة)، وتمكن من تحقيق النصر الساحق بعد توجيهه ضربة مزلزلة صرعت وحش الإرهاب بينما أنهى حكم المباراة الذي يمثله ضمير الشرفاء في العالم العد رافعاً يد البطل المنتصر.

نبض الحياة..

و في الشهادات المسجلة التي تتداخل مع نسيج القصة المروية وتضع رؤيتها لما سيكون عليه حال الرياضة الحلبية بعد إعلان النصر الحاسم ، نذكر ما قاله بطلنا العالمي في ألعاب القوى ( القفز العالي) مجد الدين سراج عندما حل في عسكر في حلب استعدادا لبطولة العالم لألعاب القوى في فترة ما بعد بعد إعلان تطهير حلب وأحياءها من رجس الإرهاب في 22 من كانون الأول للعام 2016، و الذي سبقه حضور أذهل الجميع في البطولات المركزية لمختلف الألعاب و الرياضات مع نتائج مشرفة ، حيث أبدى فخره المختلط بالدهشة لما رآه في حلب التي كانت تنبض بالحياة، وما وفرته له من سبل لإنجاح معسكره ودعم و اهتمام لم يجده في غيرها مضيفًا بأن من يريد أن يعرف سر صمود و انتصار حلب النهائي الحاسم وهو انتصار وطن وشعب وجيش وقائد و عليه أن يتشرف بزيارة الشهباء الشامخة التي ستبقى أبد الدهر القصد و السبيل، وعبر بطلنا العالمي عن ثقته بعودة الرياضة الحلبية إلى سالق عهد الألق و التميز بعد عودة دورة الحياة الطبيعية للدوران في شرايينها.

شواهد وشهود..

وفي شهادة شاهد من أهله، أكد المدرب الوطني والبطل الدولي السابق بالجودو بشير حريتاني، على أن فرحة رياضيي حلب بالنصر التي نحتفل بذكراها الرابعة اليوم تاريخية وفوق مستوى الاستثناء كونها ولدت من رحم الأعجاز الحقيقي، مشيراً إلى أن الرياضة الحلبية وفرقها ومنها لعبته لم تتوانى عن المشاركة في البطولات المركزية التي كان يسبقها التدريب غير المنقطع، رغم المخاطر التي كان الطريق يحفل بها، و أضاف عضو اتحاد التايكوندو والمدرب احمد شنان على ماقاله الحريتاني بأن المشجع كان موقف الأهالي اللذين اعتبروا ذلك مهمة وطنية وهو ما انعكس على الأبناء اللذين حصروا على العطاء و انجزوا وحققوا حضورا طيبا قياسا بالظروف، و بين شنان بأن التناسب جاء عكسيا حيث افتتحت مدارس ومراكز خاصة فضلا عن الأندية واستعت قاعدة اللعبة وضرب لنا مثالا على ذلك إحدى المهرجانات التي كنا ضمن حضورها في صالة البطولات في المدينة الرياضية ، وكان بمثابة حفل تكريم لخريجي إحدى المدارس وكان بالمئات وملأ ذويهم الصالة رغم وقع و أصوات القذائف المتهاطلة حينها التي أصبحت الأن بعد النصر الحاسم المبين أثراً بعد عين.

فطرة الوطنية..

وما سبق ينساق ما قاله لنا عضو اللجنة التنفيذية السايق نور الدين تفنكجي الذي وصف ملحمة تحرير حلب باستثناء العصر الذي كرسته تضحيات الشهداء و بطولات الجيش و صبر الشعب، وحكمة القائد، وعاد تفنكجي بذاكرته إلى الوراء عندما كان ينظم بعثات المنتخبات الحلبية للبطولات المركزية ومن بينها فرق للبراعم تضم أطفال من بينهم إناث من أعمار تبدأ بست سنوات، و أردف بودقة بأن نضال و انتصارات الجيش و تضحياته و مفهوم الوطنية الذي كرسته الحرب في نفوسهم جبلت فطرتهم على الصلابة و التحدي، وشدد على أن الرياضة الحلبية كانت رديفة لنضال الجيش و انتصرت من موقعها مستشهدا بقواعد اللعبة التي اتسعت و البطولات التي تحققت و عادت معها عدد من الألعاب ومنها الجمباز الحلبي إلى الصدارة المحلية، كذلك الأبطال اللذين شاركوا في بطولات عربية وحققوا نتائج تاريخية غير مسبوقة مثل عبدالله طراب وماجد قصار، ومؤكدا بأن مسيرة التدريب التي لم تتوفق خلال الحرب انتجت مواهب و خامات سيكون لها شأنها.

عقيدة الانتصار..

وسارت مواكب أفراح النصر في مدينة حلب و نزلنا مع النازلين لتوثيق لحظات الاحتفال التاريخية، يوم قيامة نصر حلب، قبل أن يأتينا اتصال خلوي هز وجداننا، و كان على الطرف الآخر مدرب الجودو الحلبي محمد حريتاني الذي روينا في العدد الاحتفالي الخاص بتطهير أحياء حلب الشرقية وإعلان نصرها الأول في 22/12/2016، قصة استشهاد لاعبيه محمد دنوف و بشار عجمية خلال توجههما إلى أحدى تدريبات مركزه الذي كان الأول من نوعه و أسسه مع شقيقه البطل الدولي بشير حريتاني خلال فترة الحرب وكانت تحت عنوان ( من رحم الألم يولد أمل النصر)، الحريتاني محمد قال لنا وقد خنقت عبراته صدى صوته المتهدج ، الأن ومع إعلان نصر حلب الحاسم و النهائي، ستحف الراحة روح الشهيدين، ودعانا الحريتاني إلى احتفال بسيط اعده ولاعبيه وجسدوا فيه انبعاث روح الشهيدين التي تجسدت بمشهد تمثيلي ( زفة عريس الوطن) للاعبين ارتديا لباسهما المحفوظين في المركز التدريبي منذ استشهادهما، وياله من تجسيد تتعطل معه لغة التعبير و الكلام الذي ختمه المدرب حريتاني قائلاً: ثقوا تماماً الرياضة الحلبية بعثت من جديد وستدخل عهداً جديداً تعود معه إلى القمة مستمدة قوتها من تجربة الحرب التي انتصرت فيها و علمت خلالها العالم معنى الرجولة وعقيدة الانتصار.

انتعاش المزاج

من جانبه البطل العالمي بالسباحة هشام مصري، ، أكد بأن ملحمة انتصار حلب الأسطورية، أعادت استنهاض كافة مفاصل ومكونات الحياة فيها، و إنعاش مزاجها العام، بما انعكس إيجابًا على الرياضة معشوقة الشعب الحلبي التي تعتبر مكوناً مهماً وملهماً من مكونات الحياة، وسيزداد الإقبال على النشاط الرياضي، و الحراك الرياضي العام الذي سينتعش ويرتقي وينجز بمحاكاة طبيعية للنصر العسكري و السياسي.

النصر الخارق..

وتحدثت عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي السابقة صباح البكري وهي ممن عاصروا العمل الإداري خلال فترة الحرب عن معادلة الثالوث المقدس ( جيش وشعب وقائد) التي انتجت نصراً خارقاً بظروفه ومعطياته و انعكاساته، وباركت بكري للرياضة السورية نصر حلب، لأنها ستكون الرابح و المستفيد الأكبر منها، وشرحت فحوى وجهة نظرها موضحة بأنه عندما تكون الرياضة الحلبية بخير تكون الرياضة السورية بخير، و أردفت المدربة الوطنية السابقة في لعبة الكرة الطائرة بالقول : بأن حلب ستكون افضل حالا ، وركزت على الفئة الأنثوية التي انكفأت بصورة ما بسبب الوضع الأمني خلال فترة الحرب ما سبب انحسار قاعدتها بشكل عام، بينما ستشهد الفترة المقبلة ، اتساع أفقي في قواعد الألعاب من خلال الإقبال على ممارسة الرياضة براحة وإقدام، و ستتحسن النتائج من خلال التطور الاضطرادي، والدور الفاعل.

مكتسبات منشآتية..

و أكد رئيس دائرة المنشآت الرياضية في التنفيذية الحلبية المهندس حسام قرم، بأن دوران عجلة العمل إعادة إعمار المنشآت الرياضية الحلبية بعد النصر و عودة الأمور لطبيعتها في حلب أقلعت بخطا تحاول أن تهزم ظروف الحصار الاقتصادي ومنعكساته السلبية، وتطوي المراحل وتعيد إعمار ما عاثت به يد الإرهاب دمارًا وخرابا ، و بين المهندس قرم بأن دائرة المنشآت الرياضية لديها الرؤية الكاملة و الدراسات الجاهزة و الاستعداد الكافي للعمل بوتيرة فعالة ومنجزة، لافتاً إلى أن إحدى أهم المكتسبات المنشآتية التي ستحظى بها الرياضة الحلبية بعد أن طواها النسيان، ، هي عودة منشأة نادي باسل الأسد للفروسية في حريتان و التي خرجت خيرة الفرسان من أبطال هذه الرياضة على المستوى المحلي و الدولي فضلاً عن النشاطات و البطولات التي كانت تحتضنها المنشأة أيام عزها، و نوه قرم إلى استاد حلب الدولي الذي يكتنز ذاكرة الانتصارات الكروية ويعتبره أهالي ورياضيو حلب مفخرة منشآتهم الرياضية ، سيكون لاحقا ضمن خطة إعادة التأهيل ، بالتوازي مع خطوات إكمال انجاز الصالة الدولية لكرة السلة وهي الضرورة و الحاجة الملحة في ظل واقع الصالات في مدينة حلب، كذلك صالة نادي الاتحاد متعددة الأغراض وغيرها من المنشآت الرياضية.

هدف حاسم..

وفي توصيف من جنس الاختصاص، لمدرب فريق عفرين لكرة القدم بكري طراب، فقد عبر عن مشهد نصر حلب كما يراه كهدف سجل من تسديدة قوية هزت شباك الخصم ( فريق المرتزقة )الذي لا يمتلك أي شيء عن أخلاقية و روح الرياضة، مقابل فريق ينبض من قلب واحد مؤمن بذاته وقدرته على الفوز، دافع بصلابة أمام الهجمات الرعناء، وثبت ولعب بالتكتيك المناسب الذي ارتد من خلاله وهاجم بثقة وحرفنة وحقق الهدف المنشود، و يرى طراب بأن الكرة الحلبية ورغم ظروفها الحالية المتعثرة ستستعيد أمجادها، بعد رفع قواعدها الذاخرة بالمواهب من مدربين وكوادر و اتساع رقعتها مع مدارس الأندية و الأكاديميات الي سيتضاعف الإقبال عليها، بالتوازي مع إمكانية تكثيف والأنشطة المحلية و استقطاب بطولات الفئات العمرية ودورات المدربين في ربوعها، وإعادة تأهيل الملاعب ووضعها في الخدمة، وكل ذلك سيسهم في ارتقاء الكرة الحلبية خاصة و الرياضة الحلبية التي ستستعيد مكانتها كعاصمة للرياضة السورية عامة.

دانك ساحق..

وعلى طريقته التخصصية ايضاً شبّه عضو إدارة نادي الجلاء و المدرب الوطني بكرة السلة جاك باشاياني انتصار حلب ب(البلوك شوت) الدفاعي الذي أعقبه (فاست بريك ) انتهى بسلام دانك ساحق كانت نقاطه حاسمة للمعركة، و أكد باشاياني بأن الرياضة ستشهد انفتاحاً كبيراً في حلب وراحة كبيرة و أريحية في العمل و الإعداد للأجيال التي ستحمل لواءها للقمة من جديد، و ذلك بعد أن زال الخوف من مظاهر الإرهاب و قذائف حقده، مما سيشجع الجميع على الإقبال على الرياضة بمحبة و تصميم على صنع الانتصارات، كذلك من هاجر من لاعبين و كوادر على العودة، هذا كله سيسهم في عودة الرياضة الحلبية و لعبة السلة إلى سابق عهدها التليد.

الولادة الجديدة..

أخيراً وليس آخراً .. فلا صوت يعلو فوق صوت أفراح النصر وعودة الغائب.. و الآن.. وقد حصحص الحق وزهق الباطل برصاص رجال الأفعال الحاسمة ، آل طعم النصر أشهى.. وزغاريد أمهات الشهداء أزهى ..وأفراح أهالي حلب أبهى.

حلب تولد من جديد وتعود لأحضان الحياة.. فمبارك نصرك يا شهباء.

رقم العدد 16263

 

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار