دمشق-سانا
يستحضر السوريون اليوم الذكرى الخامسة والسبعين لجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن وهم يحصدون ثمرات القيم النضالية والوطنية التي كرسها أجدادنا في اجتراح الانتصار تلو الانتصار على الإرهاب المدعوم من قوى الاستعمار الجديد وأدواته من التنظيمات الإرهابية.. المعركة التي يخوضها السوريون اليوم والتي تكللت بتطهير معظم الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب ما هي إلا امتداد طبيعي لمعارك الشرف والبطولة التي قادها الشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وغيرهم من المجاهدين دفاعا عن عزة سورية وسيادتها واستقلالها.
القيم النضالية تشكل قاعدة ينطلق منها السوريون للدفاع عن الوطن يراها عضو مجلس الشعب نضال مهنا في تصريح لـ سانا بأنها “هي نفس القيم النضالية التي يواجه بها شعبنا الإرهاب العالمي الذي يشن على وطننا وبلدنا وهذا تأكيد على قدرته بكل أطيافه على التضحية والفداء في سبيل الوطن”.
ويضيف مهنا: إحياء الذكرى الـ 75 لجلاء المستعمر الفرنسي عن بلادنا تأكيد على أن “تضحيات الآباء والأجداد بالماضي وتضحيات الجيش العربي السوري اليوم بمواجهة الإرهاب هي عمل نضالي مستمر ومتواصل يؤكد فيه السوريون على رفض الذل والخنوع والاستسلام والإصرار على التمسك بقيم الكرامة والحرية والاستقلال وتقديم الدماء والتضحيات الجسام للحصول على هذا الاستقلال بعد احتلال دام ربع قرن والذي أجبر الاحتلال الفرنسي على الرحيل”.
ويصف مهنا ذكرى الجلاء بأنها “مدرسة نستقي منها دروس مقاومة قوى الاحتلال وهذا ما فعله الثوار الذين واجهوا المحتل بثورات بدأت بمقاومة قوية في الساحل والشمال وصولاً إلى معركة ميسلون والثورة السورية الكبرى إلى أن شملت الوطن بكامله” لافتاً إلى أن “السوريين يقتدون بالأجداد ويسيرون على خطاهم للحفاظ على استقلال سورية ومكانتها ودورها وهذا لا يقل أهمية عن صنع الاستقلال ذاته”.
ويشير مهنا إلى أن “المعركة التي يخوضها السوريون اليوم هي امتداد لمعارك الاستقلال ضد المستعمر وإن تبدلت المخططات وتلونت الشعارات والأدوات ولكن العدو الذي يتربص بسورية ودول المنطقة هو واحد يتمثل بقوى الاستعمار والصهيونية” مؤكداً “أهمية الحفاظ على معاني الجلاء بما تمثله من تراث وطني وشعبي وتاريخي ليبقى الوطن مصاناً وعزيزاً وقوياً”.
من جانبه يقول العميد المتقاعد والخبير العسكري سعيد أحمد: “عيد الجلاء هو يوم النصر والاستقلال جاء حصيلة نضالات وتضحيات كبيرة خاضها الآباء والأجداد في مواجهة الاستعمار العثماني والفرنسي قدموا خلالها التضحيات الجسام من شهداء 6 أيار إلى شهداء الثورات السورية التي بدأت مع ثورة الشيخ صالح العلي في جبال الساحل التي استطاعت أن توجع الفرنسيين في أكثر من موقع ثم ثورة ابراهيم هنانو في الشمال التي استكملت وتعاونت مع ثورة الساحل في مواجهة الاستعمار الفرنسي”.
ويرى أحمد أن “الجلاء هيأ الأرضية لدى الأجيال التي تتغنى بهذه الانتصارات والبطولات التي أسس لها الأجداد والآباء ونرى نتائجها اليوم حيث هب الشباب السوري لمواجهة الحرب الكونية الإرهابية الوهابية التي حاولت إعادة احتلال سورية وتمزيقها وإخراجها من الجغرافيا السياسية والنيل من دورها في محور المقاومة كركيزة أساسية لمواجهة المخططات الاستعمارية الصهيونية”.
وعن الدروس المستوحاة من ملحمة الجلاء يبين أحمد أنها “دروس كبيرة جدا أسست لهذه اللحظة التي نعيش إرهاصاتها بمزيد من الإقبال على التضحية والثبات على المبادئ والوقوف في وجه هذا العدوان الذي يعتبر امتداداً لكل المخططات الاستعمارية التي جاءت إلى هذه المنطقة لاستهداف سورية باعتبارها بوابة أساسية للدخول إليها”.
ويؤكد أحمد أن “تضحيات وبطولات الأجداد والآباء التي حققت الجلاء شكلت نقلة نوعية بالحالة المعنوية تتمثل اولا في رفض أي وجود استعماري على الأرض السورية وثانياً رفض أي شكل من أشكال التبعية ومواجهة العدو المتغطرس والعمل على تحرير كل شبر محتل” لافتاً إلى أن تلك التضحيات “أخرجت سورية بشكلها الحالي كدولة مواجهة استكملت عناصرها الأساسية بعد قيام ثورة الثامن من آذار والحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الاسد الذي هيأ لمقومات الدولة القادرة على اتخاذ القرار ورفض كل أشكال التبعية والتطبيع مع العدو الصهيوني ما أدى إلى تفاقم الاستهدافات العدوانية فنرى العدو التركي في الشمال والعدو الأمريكي ومرتزقته في الجزيرة السورية وكذلك العدو الصهيوني والأدوات الوظيفية التي تأتمر بأمره”.
رقم العدد 16380