ليلة العيد ..

● ياسمين درويش

في ليلة العيد كانت نادين مبتهجة بقدوم العيد, ولم تكن تشعر إلا بفرحة العيد التي تغمر روحها.
تواعدت نادين مع صديقتيها هند ونايا أمام دوار الدلة الكائن في شارع النيل, حيث طلبتا منها اصطحابهما إلى سوق شارع النيل لتشتري نايا ملابس قد تحتاجانها لتعلقها في خزانة العروس أثناء حفلة “مد الجهاز ” فمن المعروف أن العرائس تبدأن بشراء أجمل الملابس منذ خطوبتهن لتعلقها في خزائنهن استعداداً لحفلة كبيرة في بيت الزوجية قبل الزفاف أثناء نقل الملابس من منزل الأهل إلى منزل الزوج.
فطلبت نادين من ذويها إذناً لترافق صديقتيها لمدة قصيرة في السوق وأخذت تنتظرهما قرب الدوار المزين بدلة محاطة بفناجين قهوة صغيرة, والمضاء بأبهى الأنوار.
بدت المحلات ملاصقة لبعضها تلتمع فرحة في حين تتلألأ الأضواء في الشارع بأسره, فدخلت الفتيات الثلاث محلاً للنوفوتيه حيث المكياجات الراقية والعطور ذات الماركات المشهورة, ولكن هيهات الوصول إلى “ستاند” العرض حيث المساطر المعروضة للتجريب المسماة “التستر” بسبب الازدحام الشديد وانشغال البائع ومساعدتيه بتلبية طلبات الزبونات من جوارب وشعر مستعار وما إلى ذلك.


فتركن المحل المزدحم وقمن بالتوجه لمحل مجاور له, وهو محل لبيع الألبسة النسائية ذو ديكورات رائعة وأضواء دائرية الشكل مثبتة بشكل أنيق في السقف المستعار.
كانت الملابس مدهشة بالنسبة للفتيات من حيث ألوانها ومسايرتها لأحدث خطوط الموضة, فانتقت هند بنطالاً من الجينز, وأرادت قياسه فتوجهت نحو غرفة القياس, فوجدت النساء مصطفات بشكل رتل أحادي أمام بابه الموصد بانتظار انتهاء الفتاة من قياس ملابس العيد لتدخل الغرفة من هي واقفة خلفها وهكذا على شكل دور منظم.
شعرت الفتيات الثلاث بالخيبة ويئسن من شراء أية قطعة ملابس فاقترحت نادين على هند ونايا التوجه نحو الدوار المائل في حي الموغامبو, واشترت الفتيات أكوازاً من الذرة الصفراء المسلوقة وقمن بالتهامها.
وحين أطلت الفتيات الثلاث على الدوار المائل بهرن بجمال الشارع الممتد بكل أناقة كما أحببن الملابس الراقية المعروضة في الواجهات الزجاجية لتلك المحلات.
هبت نسائم ربيعية منعشة فيما كانت نادين تتابع الشارع المزدحم بأرقى السيارات والتي تظهر أضواؤها الازدحام بشكل واضح, وتعالت أصوات الأغاني من آلات التسجيل في السيارات لتصبح الأصوات في الشارع شبيهةً بالسمفونية المتناغمة ما بين حفيف الشجيرات في الشارع والموسيقى ومتماشية مع الأضواء الهادئة والأبنية الحجرية البيضاء المتناسقة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار