الجماهير || محمود جنيد
عندما تتفاقم المشكلة و تغيب الحلول، فإن في ذلك مؤشر إما على العجز أو اللامبالاة أو الفساد؟
وذلك شأن معضلة “السرفيسات” التي ملت منا ومللنا من تكرار الحديث عنها، بينما تصر على فرض حضورها في يومياتنا القلقة مع شططها ومستجداتها “المعتّة” !
المفارقة في الموضوع بأن آخر القرارات التي صدرت حول مراقبة الخطوط، وضبط المخالفات ومنها عدم الوصول إلى آخر الخط، أعطت مفعولاً عكسياً، فشكاوى المواطنين زادت حول مزاجية بعض أصحاب السرفيسات وامتناعهم عن حملهم ليكون وقت الانتظار على قارعة الطريق أكبر و الصدامات و الملاسنات مع السائقين أعنف، بينما يحافظ البعض الآخر على بروتوكول تجزئة الخط مع مضاعفة السعر( وقد يكون الشق الثاني حالة فردية أو محدودة لكنها موجودة ) وهو ما رأيناه بأم أعيننا وبأكثر من مناسبة، ناهيك عن مخالفة تغيير الخط، و اساءات المعاونين، و عوادم المحركات الخانقة، وحشر وتلاصق الركاب..ووووو.!!
لدى البحث عن الأسباب، نجد بوصلتها موجهة إلى الحكومة المطالبة بتأمين سبل الحل من المازوت بالسعر المدعوم لأصحاب السرفيسات، والتقليل من آثار الحصار السلبية، المتعلقة بارتفاع أسعار قطع التبديل و تكاليف الصيانة، وقالها لنا أحد أصحاب السرفيسات ، لن أصل إلى نهاية الخط إلا أذا رفعوا التسعيرة إلى 400 ل.س بينما طالب آخر المواطنين بعدم ( النق)، و الصعود بالباصات الكبيرة التي “توفّي معها” لأنها تتسع لسبعين شخصاً و أكثر، في حين يرى المواطنون أن عليهم أن يتحملوا تكاليف المعيشة التي تضخمت بصورة جنونية، و الانفلات الحاصل في الأسعار الطالعة – نازلة حسب مبدأ كل مين “إيدو إلو ” دون حسيب أو رقيب أو ضوابط ورقابة فعلية وفعالة، مع متوسط دخل لا يكفي لتغطية تكلفة الأمبيرات و المواصلات؟!