هل مازالت الخرزة الزرقاء تحمي من العين و رش الماء فراق .؟؟!! رأي علم النفس والدين 

الجماهير || عتاب ضويحي
استطاعت الخرافات والمعتقدات الشعبية أن تنشأ في قلوب وعقول الكثيرين يتناقلها الناس لاعتقادهم بصحتها، ولها جاذبية ساحرة منحتها فرصة الانتشار الواسع، تدفع الكثيرين لتفسير العالم بشكل سحري وخرافي يتناقض مع العقل والمنطق، حتى أن هناك خرافات حظيت بالاعتراف العالمي “كالخرزة الزرقاء” إذ أدرجتها منظمة الأمم المتحدة ضمن قائمة التراث العالمي.
•  رأي شعبي
في استطلاع للرأي قامت به “الجماهير” حول الإيمان بالخرافة وتصديقها تنوعت الآراء واختلفت بين المؤيد والرافض.
ثريا موظفة قالت بأنه لازال الكثير يؤمن بالخرافات ويتخذها أساسا لتفسير حياته وحل مشاكله.
أم عبد الله ربة منزل : نحن باللاوعي نعلم أولادنا ماتعلمناه من أهلنا ونورثهم ذات المعتقدات.
محمد جابر موظف أكد أن تلك الخرافات لم تأت من فراغ  فأجدادنا امتازوا بالحكمة.
ورأت سوسن أن بعض الخرافات كانت للحفاظ على الترتيب والنظافة وتعليم الأولاد السلوك الحسن.
وترفض ابتسام تصديق الخرافة لأنها تنافي تعاليم الدين والمنطق.
رشا دبس حسب كلامها قالت بأن كثير من المعتقدات لها أساس علمي وثبتت صحتها بعلم الطاقة مثلاً فتح النقص وإغلاقه يقطع مسارات الطاقة الإيجابية.
ودافع سليمان بقوة عن المعتقدات المتوارثة لأنها كما أشار تحمل العبر والمنافع، وكل ما هو متوارث عن أجدادنا هو الصح.
• رأي الدين
وفي هذا الجانب أوضح الدكتور الشيخ ربيع حسن كوكة دكتوراه في الشريعة اختصاص الأصول والمنطق أنه جاء  الإسلام  ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ضلالات الوهم إلى سداد الفكر، نبه العقل على صحة التصرفات، وأوضح المسؤولية عن القدرات لذلك نقرأ قوله تعالى: (ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) سورة الإسراء “36”
لقد رفضت الشريعة الإسلامية مثل هذه الأشياء التي تنافي العقل وتبتعد عن الأسس والقواعد الإسلامية الراسخة التي تقوم على الوعي وعدم تغييب العقل .
وشدّد على أهمية أن يقيم المسلم حياته على أسس حقيقية، لا على الوهم والخرافة، وأكد على ضرورة إيمان المسلم بالقدر خيره وشره، وأن الغيب لا يعلمه إلاّ الله علاّم الغيوب، وأنّه تعالى يمحو ما يشاء ويثبت وعنده علم الكتاب ، الذي يعلم الغيب ويعلم ما تخفي الأنفس ويعلم ما في الأرحام ، وكثيرةٌ هي النصوص الشرعية التي تمنع تصديق الخرافات منها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من أتى عرّافاً فصدّقه فقد كفر بما أنزل على محمد.)
•  رأي علمي
وعن رأي علم النفس حول الخرافات ونشأتها وعوامل تصديقها،  أوضحت المرشدة النفسية غادة عبد الرؤوف، أن الإنسان يصدق أنواعاً مختلفة من الخرافات لدوافع كثيرة كالنشأة والاعتياد ومسايرة المجتمع وموافقة الناس، أو تحقيقاً لمنفعة اقتصادية، شخصية، اجتماعية، أو ببساطة بسبب خوفه من الوقوع في الحيرة والمجهول، وبحكم النشأة ومع تكرار سماع الخرافة من سن الطفولة حتى سن الرشد تكون الخرافة قد أحكمت سيطرتها على شخصيته وطريقة تفكيره لدرجة لاينفع معها أي نقاش منطقي أو استدلال عقلاني، فمثلاً تكرار حدث سيء مع رقم تاريخ أو رقم معين يجعل الكثيرين يتشاءمون منه والعكس صحيح، إذن المشكلة ليست في الرقم بل في ثقافة الخرافة التي تقل أو تزداد حسب معدل انتشار الوعي والفكر في المجتمع.
وأضافت عبد الرؤوف بأن الإيمان والاعتقاد ببعض الخرافات مسألة مرتبطة بتأمين الجو النفسي المريح أو غير المريح، التفاؤل أو التشاؤم، وهناك فروق فردية ملاحظة في مسألة التعلق الآمن بهذه المعتقدات، دون أن توجد فروق بين المتعلم أو غير المتعلم، الكبير أو الصغير، لأن المسألة في الأصل عبارة عن مفاهيم تربوية تنتقل عبر الزمن.
وأشارت إلى أن الخرافة حتى وإن كانت تسيء تمثيل الواقع لها مميزاتها وتقدم منافعاً نفسية لايمكن للمنطق أو للعلم تقديمها دائماً، مثلاً حمل الزخارف والخرزة الزرقاء، تفضيل ألوان معينة، زيارة أماكن خاصة مرتبطة بالحظ كلها عناصر رئيسية للخرافة، وبالرغم أنها تبدو تافهة للبعض إلا أنها بالنسبة للبعض الآخر تؤثر على خياراتهم في العالم الحقيقي، وتقدم شعوراً بالسيطرة والمعنى، إذ يمكنهم أن يعتقدوا ولو بلحظات بأن “الحظ بين يديهم”.
•  بعض الخرافات
ونستعرض غيض من فيض بعض الخرافات التي نتناقلها بيننا بإرادتنا أو خارجها، نسمعها من هنا وهناك في لقاء أو حديث، تحتل رغم خرافيتها أعز الأمكنة في قوب البشر، نسردها باللهجة المحكية حتى لا تفقد نكهتها :
لاتتطلع بالمرايا بالليل بعدين تجن، إذا شفت جردون ميت شد شعرك مشان ماتصير متله، لاتفتح المقص وتسكرو يتقاتلو أمك وأبوك، لطشوا كف مشان تفك رعبته، لاتنط من فوق أخوك بعدين يبطل يطول، قرصة حبة ولا فشخة بنية، لاتحشوا كتير جبنة بتنقرعوا، لاتصفر ولاتتحمم ولا تقص اظافرك بالليل، لاتترك ملعقة وسخة بالمجلى بتدعي عليك طول الليل، لاتخلي شي بصحنك بعدين بيلحقوك الفتافيت يوم القيامة، لاتترك سجادة الصلاة بعدين يصلي عليها الشيطان، لاتطالع السلم من البيت بالليل بموت حدا، لاتعدي بين عمودين ما بتتجوز بعدين، لاتعد النجوم بيطلعلك تالول، إذا ما شغلت ضو عند المغرب بتدخل جيجة الفقر، إذا زحف الولد جاينك ضيوف، إذا غصيت جاييك أرمغان، إذا حكتك بطن رجلك رح تسمع آذان على ميت، وإذا حكك كعب رجلك تروح مكان جديد، وإذا حكتك إيدك اليمنى رزقة واليسرى خسارة، إذا طنت إذنك اليمين حدا ذكرك بالخير واليسار بالسوء، حط الثوم ع صدر المولود ليروح ابو صفار، إذا انكبت القهوة رزقة، إذا طار الأكل جاييك ضيف، إذا تمشطت البنت بالليل تطب شعراية بختها، لاتزعلي إذا جوزك جن فجأة بيكون موسم البتنجان اللي يهر الشعر ويجنن الرجال، لاتاكل من حدا شي لأنه من تم لتم تموت الأم، الخرزة الزرقا تحمي من العين. رش المي فراق.
تطول القائمة تبقى الخرافة تجارة وهم لاتبور، فحين يدخل الإيمان ببعض العادات من النافذة يخرج العقل من الباب.
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار