الجماهير – عتاب ضويحي
لمناسبة يوم اللغة العربية، أقامت مديرية ثقافة حلب معرض اللغة العربية في التشكيل والخط بمشاركة مجموعة من الخطاطين والفنانين التشكيليين في صالة تشرين للفنون التشكيلية في الأمس.
وضم المعرض مايقارب ال35 عملاً فنياً بمختلف أنواع الخط العربي من كوفي، نسخ ، ثلث، رقعة، فارسي وجلي، وتنوعت المضامين بين الآيات القرآنية والحكم وأبيات الشعر وتشكيلات حروفية، وعكس المعرض من خلال رحلة تاريخية لجماليات الخط العربي إبداعاً متنوعاً مابين الحروف والزخرفة وجماليات التشكيل، بأنامل نخبة من الفنانين والخطاطين تشكل أعمالهم نقطة لتلاقي التراث والحداثة بأبهى تجلياتها بصرياً وجمالياً.
وأوضح الخطاط أحمد قاسم في لقاء مع “الجماهير” أن المعرض تقليد سنوي للتأكيد على أهمية وجمالية الخط العربي وحضوره القوي بين الخطوط عالمياً، ويتميز بتنوع الأعمال العائد لتنوع الأجيال والخبرات والكفاءات، ولفت إلى أن القدرة على تطوير الخط تحتاج الاعتراف بالفنان كخطاط أولا يتقن القواعد الأساسية للخط بحرفية عالية ليبدع بعدها في تقديم تطوير حقيقي في فن الخط العربي.
ومن جانبه أشار الفنان التشكيلي خلدون الأحمد إلى أن الفن التشكيلي الحروفي يخضع لقاعدة الجمال لإظهار جمال الحرف ضمن إيقاع الحالة التشكيلية، ولابد للفنان أن يجري حوارية خاصة مابين اللون وحركة الخط وتطوير العمل الفني بروح لغتنا العربية الغنية بحروفها، داعياً لإقامة معارض للخط واللغة العربية شهرياً وليس سنوياً فقط، لما لهما من أهمية وقيمة ثقافية وفنية.
وبلوحتين بالخط الكوفي شارك أيمن الأمين دكتور الخط العربي، وبين في حديثه أنه اعتمد الكوفي كونه أقدم الخطوط وغير منقط، ويعتمد على تعتيق الورق بمادة من حبة الجوز أو البن وتحرق أطرافها طبيعياً للدلالة على تعتيقها، ولفت الأمين إلى أن فناني العصر الحديث خرجوا عن المألوف في إبراز جمالية الخط من خلال استخدام أرضيات ملونة، إكلرليك والإيبرو، ونوه لخطورة الحاسوب في تشويه الخط والإساءة إليه، مؤكداً على تخصيص حصة في المدارس لتعليم الطلاب قواعد الخط والكتابة الصحيحة له.
واعتبر الخطاط أسامة رضوان أنه لا يمكن فصل اللغة عن الخط، وبلوحتين بخط الديواني الجلي الأولى على شكل نسر والثانية على شكل رجل المولوية، أراد كما قال إظهار فلسفة معينة تتعلق بالإيحاء مابين المضمون والشكل، مستخدماً خامات بسيطة من ورق عادي وإيبرو.
في حين اعتبر الخطاط محمد قاسم محمد ان الخط هندسة روحانية وضعت بآلة جسمانية، وكل فنان وخطاط يحمل مسؤولية تجاه الخط العربي عليه نقلها بأمانة للأجيال القادمة حفاظاً عليه من النسيان أو الاندثار، وشارك بلوحة سورة الواقعة بخطي الثلث والنسخ، وأشار لحرية الفنان في تطوير الخط لكن ضمن الالتزام بقواعده وخطوطه الأساسية.
وبين جابر الساجور مدير الثقافة أن الاحتفالية بيوم اللغة العربية تنوعت بين المحاضرات والندوات الفكرية والثقافية والمعارض، انطلاقاً من حرص وزارة الثقافة على أهمية اللغة العربية واعتبارها واحدة من أهم اللغات عالمياً، ويمكن للحرف واللغة العربية أن يسهما في التطوير، وبالنسبة للمعرض ضم أجيالا مختلفة، وفيه تخليد لأعمال خطاطين رحلوا بأجسادهم وبقيت أعمالها تخلد ذكراهم، وأعمال لفنانين فيها من التنويع والإتقان ما يمنح تبادل الخبرات بين المشاركين.