المشاركون في ندوة “المواطنة ضرورة استراتيجية” يؤكدون أهمية ترسيخها ودورها في تعزيز السلم الأهلي

الجماهير || عتاب ضويحي  ..

أقامت مديرية ثقافة حلب ندوة بعنوان “المواطنة ضرورة استراتيجية” تناولت سُبل تعزيز الانتماء ودور المواطنة في بناء الدولة الحديثة، بمشاركة كل من: الدكتور عبد السلام الراغب، وبدر عبد الحميد نشاب، وعمار طاووز، وعلي عاروض. وقد عُقدت الندوة على مسرح دار الكتب الوطنية أمس، وناقشت عدة محاور رئيسية حول مفهوم المواطنة، ودورها في تنمية المجتمع، واستراتيجيات تعزيزها.

المواطنة هدفٌ والاستراتيجية وسيلة

في بداية حديثه، عرّف الدكتور عبد السلام الراغب المواطنة بأنها العيش المشترك على أرض واحدة، والتي تُنظم العلاقة القانونية والوجدانية بين الفرد والدولة من جهة، وبين الأفراد أنفسهم من جهة أخرى. وأوضح أن الإنسان يكتسب حقوقه وواجباته بمجرد ولادته، مشيرًا إلى أن المواطنة ليست استراتيجية بحد ذاتها، بل هي قيمة أو مبدأ أو نظام انتماء، لكنها يمكن أن تكون موضوعًا استراتيجيًا عندما تضع الدولة خططًا لتعزيزها ونشر الوعي الوطني.

وأضاف أن المواطنة راسخة الجذور تاريخيًا، مستشهدًا بوثيقة المدينة التي تضمنت مبادئ المواطنة والوطنية والحقوق والواجبات، معتبرًا إياها أول دستور مدني نظم العلاقة بين الفرد والدولة والمكونات الاجتماعية والدينية.

كما أشار إلى أن مقومات المواطنة تتمثل في:

– الولاء والانتماء للوطن.

– احترام القوانين والدستور.

– المشاركة في الحياة العامة.

– التوازن بين حقوق المواطن وواجباته.

واختتم حديثه بالتأكيد على دور المواطنة في بناء الدولة الحديثة، وتعزيز الوحدة الوطنية، والعدالة الاجتماعية، والتكافل المجتمعي، وإرساء القيم والمبادئ السامية.

-المواطنة من منظور العلاقات الدولية

من جهته، تناول الباحث علي عاروض مفهوم المواطنة من منظور العلاقات الدولية، موضحًا كيف تؤثر على التفاعلات بين الدول. وأكد أن المواطنة في السياق السوري تقوم على أساس قانوني ينسجم مع طبيعة العلاقة بين الفرد والدولة، مشددًا على أنها ضرورة استراتيجية لا تقتصر على تعزيز الهوية الوطنية فحسب، بل تمتد لضمان الاستقرار والتنمية.

وأوضح أن الفهم السليم للمواطنة يساعد الدول على بناء علاقات قوية مع نظيراتها، داعيًا إلى:

– فتح قنوات حوار ونقاش مجتمعي.

– صياغة مناهج تعليمية تُعزز قيم المواطنة.

– دعم المؤسسات التي تحفز الأفراد، كالمبادرات الشبابية والمنظمات غير الحكومية، باعتبارها جسرًا بين المواطن والدولة.

-المواطنة ومواجهة التحديات

بدوره، تحدث الباحث بدر عبد الحميد نشاب عن دور المواطنة في مواجهة التحديات، من خلال تجاوز الخلافات والسعي المشترك لبناء مجتمع شامل للجميع. وأشار إلى أن المواطنة تُسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتلعب دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتعزيز المصالحة الوطنية وإعادة الثقة بين المواطن والدولة.

كما طرح عدة خطوات لتعزيز المواطنة، منها:

– تأسيس مؤسسات حكومية نزيهة وشفافة.

– تشجيع الحوار الوطني وفتح قنوات اتصال فعالة.

– دعم التنمية واستخدام التكنولوجيا الحديثة.

– تعزيز القيم المجتمعية وبناء مستقبل واعد.

-المواطنة في الإسلام

أما الباحث عمار طاووز، فتناول الأسس الشرعية للمواطنة في الإسلام، والتي تقوم على المساواة والعدل والتنوع، مشيرًا إلى أن المواطنة في المنظور الإسلامي تشمل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.

وتطرق إلى مفهوم المواطنة في السياق السوري المعاصر، وأهم التحديات التي تواجهها، مثل إعادة الثقة بين مكونات المجتمع، وبناء مجتمع متماسك، ومكافحة التمييز. واختتم حديثه بطرح آليات لتعزيز مواطنة إسلامية معاصرة، من خلال:

– بناء نسيج اجتماعي متين.

– تطوير آليات التكافل الاجتماعي.

– تعزيز الضمير الجمعي الوطني.

– تطبيق العدالة الانتقالية القائمة على الحق والعدل والإصلاح.

-ختام الندوة

ختم الندوة مدير الثقافة، أحمد العبسي،

الذي أكد على أهمية بناء الإنسان وثقافته القائمة على المحبة والعطاء، مشيرًا إلى أن المواطنة تعني المساواة بين الجميع دون تمييز، وتمكين كل فرد من التمتع بحقوقه الثقافية والقانونية.

 

#صحيفة_الجماهير

تصوير: صهيب عمرايا

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار