محمد مهنا…
ليس مجرد معرض ولا مجرد منصة اقتصادية بل هو إعلان متجدد أن سوريا قادرة على النهوض وأن قلبها الصناعي النابض في حلب ما زال حاضرًا رغم كل ما أصابه من دمار وتشريد وسرقة وتدمير فمعرض دمشق الدولي بات اليوم ساحة للصمود والبناء بقدر ما هو مساحة للتسويق والانفتاح ومن يراقب أجنحة الصناعيين الحلبيين في المعرض يقرأ في وجوههم إرادة لا تلين ورسالة واضحة أن حلب باقية كعاصمة الصناعة السورية
لقد حاول النظام البائد أن تيخمد صوت المعامل ويكسر عجلة الإنتاج وتينهك المدينة التي لطالما كانت رافعة للاقتصاد الوطني لكن حلب أثبتت أن الصناعة ليست جدرانًا وآلات فقط بل هي عقل وإبداع وخبرة متوارثة لا يمكن أن تُسحق بالرصاص ولا بالقصف والتدمير واليوم عندما يعود الصناعي الحلبي ليعرض منتجه في دمشق فهو لا يبيع بضاعة فقط بل هو يقول أن سوريا قادرة على الحياة من جديد
معرض دمشق الدولي في هذا السياق لم يعد مجرد تقليد سنوي بل صار جسرًا لإعادة ربط ما انقطع بين الصناعة الوطنية والأسواق العربية والدولية وحلب هي الطرف الأقوى في هذا الجسر بما تملكه من سمعة تاريخية ووزن اقتصادي ومعرفي يجعلها حجر الزاوية في أي خطة للانتعاش السوري القادم
إن وجود حلب الصناعي في المعرض هو أكبر رد على كل محاولات التهميش التي اتبعها النظام البائد تجاه مدينة حلب وهو تأكيد أن إعادة بناء الاقتصاد تبدأ من إعادة بناء معاملها وورشها وأسواقها فكما كانت حلب عبر عقود مصنع سوريا الكبير فإنها اليوم ترفع رايتها من جديد في قلب العاصمة لتقول إن الصناعة السورية لا تموت وإنها ستنهض مهما اشتدت العواصف