الجماهير|| وسام العلاش..
حظيت حرفتان تراثيتان أصيلتان باهتمام واسع من زوار فعاليات “ليالي حلب الثقافية”، التي تنظمها مديرية الثقافة في دار رجب باشا الأثري، حيث أصبح ركن ترميم السجاد اليدوي وركن صناعة صابون الغار الحلبي محط أنظار الزائرين، الذين انبهروا بالمهارة الفائقة والعروض الحية التي تجسّد تراثاً حياً ينبض بالحياة.

في مشهد يعيد إحياء ذاكرة حلب كعاصمة تاريخية للصناعات النسيجية، برز السجاد اليدوي كتحفة فنية تروي قصصاً من خيوط الحرير. من داخل ركنه الحرفي، عرض عمر رواس حوالي 30 قطعة من السجاد الحلبي، موضحاً أن هدف مشاركته هو إحياء فن ترميم السجاد الذي كاد أن ينسى، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على هذه الحرفة وتوريثها للأجيال القادمة، حيث يعمل على تدريب أبناء عائلته عليها لضمان استمرارها.
إلى جانبه، وقفت ميسم رواس (19 عاماً)، طالبة الفنون، مظهرة براعتها في تقنية “الأبيسون” وترميم قطعة فرنسية الأصل تعود إلى حقب قديمة، مبينةً أنها تقوم برتق القطعة بخيوط مقاربة للخيوط الأصلية في سبيل إعادتها إلى حالتها الأصلية لتصبح تحفة أثرية قل نظيرها، مشيرة إلى أن المشاركة في الفعالية مكنتها من زيادة الثقة بنفسها، حيث إنه “لشعور جيد أن يتعرف الزائر على مهنة قل من يتقنها”.

ومثل ركن زنابيلي لصناعة صابون الغار التقليدي رمزاً آخر من رموز حلب، بصناعةٍ يتجاوز عمرها ألف عام. ومن داخل هذا الركن، قال عروة زنابيلي إن مشاركته هي الأولى لهم بعد التحرير، معرباً عن سعادته بدعم مديرية الثقافة لهذه الفعاليات، مؤكداً أنهم حافظوا على جودة الصابون الأصلية مع إضافة بعض المعطرات كصابون الغار بالورد البلدي.
أشاد أنطوان مقديس، أحد زوار المعرض، بالمشاركة الشبابية اللافتة في الفعاليات، مؤكداً أن أغلب العارضين في مجالي ترميم السجاد وصناعة الصابون هم من الشباب. وأوضح أن وجود شابة تعمل في ترميم السجاد وشباب جامعيين في صناعة الصابون، ويتعاملون مع هذه الحرف كمهنة جادة، هو أمر مبشر للغاية، مضيفاً أن بصمة الشباب على حرف أجدادهم تساهم بشكل كبير في ضمان استمرارية هذه المهن للأجيال القادمة.

وكان الانطباع العام عن الفعالية جيداً، إذ وجد كثيرون من الزوار فيها تعبيراً عن عودة روح ثقافية تاريخية لتنبض من جديد في حلب، منوهين بـ “ليالي حلب الثقافية” وبدور التراث والثقافة في إحياء المجتمع وإبراز هويته الأصيلة بعد سنوات من التحديات.
#صحيفة_الجماهير