الجماهير|| وسام العلاش..
نظمت مديرية الثقافة في حلب معرضاً فنياً ضمن فعاليات “ليالي حلب الثقافية”، مثل لوحة كبرى رسمها أبناء المدينة بألوان الأمل والتفاؤل، مؤكدين للعالم أن روح الإبداع في هذه المدينة التاريخية لا تنتظر اكتمال البنى التحتية لتنبض، بل هي وقود إعادة البناء والدعامة الأساسية لنهضتها الشاملة.

احتضنت دار رجب باشا التراثية، التي اختيرت عن قصد، أعمال المعرض الذي شكّل لوحة فسيفسائية غنية تعبر عن هوية حلب. واشتمل على مجموعة واسعة من الفنون، من أعمال مميزة في الخط العربي ولوحات الرسم المتناسقة تشكيلياً ولونياً بتقنيات متعددة ومدارس مختلفة، إلى أعمال الإعلان والديكور.
وخلق المعرض حواراً بين الأجيال، حيث عرض طلاب مركز فتحي محمد للفنون التشكيلية نتاجاتهم إلى جانب أعمال فنانين حلب مخضرمين.
وأوضحت المهندسة وفاء علايا، رئيسة مركز الفنون التشكيلية، أن اختيار دار رجب باشا لم يكن صدفة، قائلة: “زينا الدار باللوحات أولاً لإظهار جماليتها، وثانياً لإبراز ما تمتلكه حلب من مواهب فنية شابة تستحق الاهتمام، بالإضافة للتعرف على الفنان التشكيلي المخضرم الذي أثرى الحركة التشكيلية بشتى المناحي.”

ومثل الفنان فادي مورا تراث حلب المسيحي العريق بمشاركته برسم الأيقونات البيزنطية، مشيراً إلى تميز مدينة حلب بـ”مدرسة الإيقونة البيزنطية الحلبية” التي كانت موجودة في القرن السادس عشر، مما يذكر بالتنوع الديني والثقافي الذي لطالما ميز المدينة.
من جهته، رأى الفنان التشكيلي إبراهيم داوود أن المعرض يتجاوز جماليات الفن إلى استراتيجيات النهوض به، مشيداً بحضور وزير الثقافة وتفهمه، حيث قدم له عدة اقتراحات كرؤية للنهوض بالفن التشكيلي، “مما يضع هذا الحدث في إطار عمل مؤسسي يهدف إلى دعم الفن بشكل مستدام.”

وعبرت الفنانة التشكيلية لوسي مقصود عن العمق الاستراتيجي للمشاركة بقولها: “أهمية مشاركتنا اليوم تنبع من وجودنا وقدرتنا على صناعة شيء لمدينة حلب، ونحن كأساتذة نبذل قصارى جهدنا لتدريب الطلاب ونقل خبراتنا لهم ليكونوا دعامة حقيقية للبلد.”
من جانبها، أعربت الطالبة سامية مدراتي من مركز فتحي محمد عن سعادتها بالمشاركة كونها جزءاً من هذا الحدث، مشيرة إلى أن الفن يخلق لها مساحة للتعبير عن رأيها وأفكارها بحرية، حيث شاركت بلوحة تعبر عن نصر حلب بتقنية الألوان الزيتية.

كما أعرب الشاب فؤاد صباغ عن إعجابه الشديد بالمعرض قائلاً: “المعرض أكثر من رائع، اللوحات المعروضة جلها متميزة تمتعت بتناغم لوني وبناء تشكيلي متماسك، وخاصة اللوحات الخطية التي اكتنزت قيماً تشكيلية ودلالية وجمالية.”
بدورها، بينت الشابة هدى أن المعرض متميز والأعمال فيه “تمتلك مهارة فنية شكلاً ولوناً، تعبر عن استعادة للروح التاريخية والثقافية لمدينة حلب.”
#صحيفة_الجماهير