ترسم بيد وتخيط بأخرى: شذى عمر… من شغف الطفولة إلى تصميم الأزياء 

الجماهير|| عتاب ضويحي..

تنحني شذى عمر فوق طاولتها، ترسم بيد وتخيط بأخرى، كأنها تترجم على القماش قصصاً لم تُروَ بعد. لم يكن هذا المشهد وليد الصدفة، بل ثمرة سنوات من الحلم والمثابرة.

منذ طفولتها، كانت شذى تنجذب إلى عالم الألوان والأقمشة، كانت تتأمل المجلات بعيون تلمع، وتتابع عروض الأزياء بشغف لا تخطئه عين. لم يكن ذلك مجرد إعجاب بفساتين براقة، بل بداية حلم بدأ يكبر بصمت في أعماقها. ومع مرور الوقت، اتخذ الشغف مساراً أكاديمياً فالتحقت بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية، قسم تصميم الأزياء، وهناك لم تكتفِ بالحضور، بل برزت وتميزت، لتثبت أن الموهبة حين تقترن بالإرادة تصبح قوة لا يمكن إيقافها.

من الهواية إلى المهنة

شذى تؤمن أن مهنة التصميم والخياطة ليست مجرد إبرة وخيط، بل مهنة تتطلب دقة ملاحظة، وفهمًا عميقًا لاحتياجات المجتمع وتنوع أذواقه، إضافة إلى إحساس فني بالألوان وقدرة على ابتكار تصاميم قوية وذات هوية.

ومن هذا الإيمان فتحت ورشتها الخاصة عبر برنامج دعم المشاريع الصغيرة المقدم من كنيسة الأرمن البروتستانت بالتعاون مع جمعية “kerk in actie” ، حيث حصلت على تدريب في الخياطة وريادة الأعمال، وانطلقت بماكينات خياطة كانت بداية مشروعها المبدئي .

تحديات البداية

رغم حداثة انطلاقتها، واجهت شذى تحديات كبيرة، أبرزها انقطاع الطاقة الكهربائية، وارتفاع أسعار الأقمشة بشكل غير ثابت، إضافة إلى المنافسة المستمرة وتغيرات الزبائن المتكررة. لكنها تؤكد أن التوازن بين الجودة والتكلفة هو سر النجاح في هذه المهنة.

الدعم العائلي… سر الاستمرار

تتحدث شذى بامتنان عن دعم عائلتها منذ الصغر، إذ كانوا يستشيرونها في تنسيق الألوان والملابس حتى قبل تخرجها، وهو ما عزز ثقتها بنفسها.

أما زوجها فكان الداعم الأكبر، إذ تزوجت وهي في سنتها الثالثة بالجامعة، ومع قدوم طفلتها في السنة الرابعة، تضاعفت مسؤولياتها، لكنه ظل إلى جانبها، مشجعًا ومؤمنًا بموهبتها، مانحًا إياها المساحة لتطوير نفسها حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.

استقلال المرأة… خطوة نحو الكرامة

تؤمن شذى أن الاستقلال المالي للمرأة ليس ترفاً، بل أحد أركان الكرامة والتمكين. وتقول: “سواء كانت المرأة متزوجة أو غير متزوجة، يجب أن يكون لها مصدر دخل يمنحها اتخاذ القرار وتحقيق أحلامها.”

ورشتها اليوم لا تُنتج فقط أزياءً، بل تُخيط مستقبلاً مختلفاً، تُعيد تعريف النجاح على طريقتها، وتبعث برسالة واضحة مفادها “حين تؤمن المرأة بذاتها، لا يمكن لأي ظرف أن يقف في وجه طموحها”٠

#صحيفة_الجماهير