بقلم | محمود جنيد…
تحولت “ستوريات” الشاب الجامعي على منصاته الاجتماعية إلى لوحة تعكس واقعاً مريراً، لكنها أيضاً أصبحت منبراً لإعلان الصمود في وجه التحديات. فبين مشاعر الحزن والغضب، لم يفقد هذا الشاب قدرته على الحلم، رغم كل الظروف القاسية التي يعيشها.
هذا الشاب الذي حلم بدخول قاعات الهندسة، ووجد نفسه يحمل “البلوك” و”الشمنتو” في ورشات البناء، يمثل نموذجاً للشباب السوري الذي يرفض الاستسلام. نراه يتحدى الظروف كل يوم، يسأل ويتألم، لكنه يستمر في الكفاح من أجل طفله وعائلته.
“كلو كوم”.. جملة تعبر عن واقع صعب، لكنها أيضاً تعكس إصراراً على المواجهة. فوراء كل “إيموجي جنون” يضعه على واتس آب، هناك قوة داخلية تدفعه للبحث عن حلول، وعدم قبول الواقع كما هو.
قصته مع المريرة مع الإيجار ليست فريدة، بل هي جزء من معاناة تلف شريحة واسعة يشق صداها الصارخ حاجز الصمت، لكن ما يميزها هو أنها أصبحت صوتاً للكثيرين الذين يرفضون الصمت. فمن خلال سردياته المريرة، نجح في تحويل معاناته الشخصية إلى قضية جماعية، تبحث عن حلول وتطالب بالتغيير.
في ظل غياب الحلول الناجعة والاهتمام المسؤول بتنظيم وضبط واقع سوق الإيجارات المنفلت، يبقى الأمل موجوداً في قدرة هذا الجيل على إيجاد بدائل وإبداع حلول. فكما استطاع أن يحول معاناته إلى قصة تثير التعاطف، فهو قادر على تحويل أزمته إلى فرصة لإثبات قدرته على التكيف والإبداع.
صرخة الختام عبر السيلفي المرئي لم تكن مجرد نداء استغاثة، بل كانت دعوة إلى العمل الجماعي. رسالة مفادها أن الحلول ممكنة إذا توفرت الإرادة الجماعية، والحلول الرسمية العاجلة والٱجلة، وأن هناك دائماً بصيص أمل يمكن أن يتحول إلى شمس تشرق على حياة الكثيرين، وإن كانت خيوطها تنفد من شقوق أسقف العيرة التي لا تدفء ولا تغني عن مأوى كريم.. ٱمن.. دائم.!