أهالي المتفوقين بحلب يستغيثون: قرار فصل الطالبات المفاجئ يهدد مستقبل بناتنا.!

الجماهير|| محمود جنيد

في خطوة فاجأت الأهالي والطلاب على حد سواء، أثار قرار  فصل الطالبات الإناث عن الذكور في “مدرستي المتفوقين الأولى ـ أمام الحديقة العامة، والثانية – حلب الجديدة” بحلب،  ونقلهن إلى مدرسة أخرى مع بداية العام الدراسي، موجة من القلق والاستفسارات، حيث يرى الأهالي أن التطبيق الفجائي وغير المدروس لهذا القرار، دون ترتيبات كافية أو إعلان رسمي واضح، يخلق تحديات لوجستية وتعليمية تهدد استقرار العملية التعليمية لمتفوقي المستقبل.

أعرب عدد من أهالي طالبات مدرسة المتفوقين في حلب عن حيرتهم  إزاء القرار، مؤكدين أن المشكلة لا تكمن في مبدأ الفصل ذاته، الذي يحترمون دوافعه و نواياه الحسنة، بل في كيفية و ظرف و توقيت تنفيذه.

وأشار الأهالي في شكاوى وصلت إلى “صحيفة الجماهير” إلى أن القرار جاء متأخراً بعد بدء العام الدراسي، مما أربك خطط الأسر التي اختارت المدرسة الأصلية لسمعتها  المميزة،  وأعربوا عن قلقهم إزاء نقل الطالبات تحديداً إلى “مدرسة السبسبي”، التي وصفوها بأنها “غير مؤهلة لاستقبال طلاب النخبة”، مشيرين إلى نقص في التجهيزات الأساسية مثل المقاعد المناسبة ومرافق صحية لا توفر الخصوصية ( مكشوفة على بناء القصر البلدي) والأمان الكافية للطالبات، وحتى لجلوس المدرسين، كذلك وجود مدارس ذكور مجاورة، وبالتالي هناك طالبات لم يلتزمن بالدوام نظراً لجملة الظروف المذكورة.

** حلول مقترحة وغموض في القرار:

ولفت الأهالي إلى وجود بدائل أكثر منطقية، كان من الممكن أن تخفف من حدة الآثار السلبية، مثل:

· تطبيق الفصل داخلياً داخل مبنى مدرسة المتفوقين الواسع، بتخصيص أجنحة منفصلة.
· نقل الطلاب إلى مدرسة مجاورة أكثر تأهيلاً.
· تأجيل التنفيذ للعام المقبل لإتاحة الوقت الكافي للتهيئة والترتيب.

كما أبدوا استغرابهم من الغموض الذي يحيط بالقرار، حيث لم يصدر بشكل رسمي ومعلن مع حيثياته المبررة، مما يزيد من حيرة الأهالي ويضع مستقبل الطلاب، الذين جاء بعضهم من مناطق بعيدة للالتحاق بالمدرسة، في حالة من التخبط وعدم الاستقرار.

** تأثير على الأسر ومحاولات للحل:

وشدد الأهالي على أن العديد من الأسر “لا تملك القدرة المالية” لتأمين مواصلات يومية إلى مدرسة بعيدة، أو لتعويض كادر التدريس المتميز الذي اعتاد عليه الطلاب. مؤكدين أن القرار، رغم نيته التي تحترم، “غير مدروس جملة وتفصيلاً”، حتى أن هناك محافظات تراجعت عنه بعد إقراره.

*” طرق باب المحافظة و رد التربية؟
ولم تكن شكواى الأهالي صامتة، فقد نظموا عريضة وسلموها لمكتب محافظ حلب، الذي أحالها بدوره إلى مديرية التربية. إلا أن ردود الجهة المعنية، بحسب الأهالي، “لم تكن موضوعية”، ولم تقدم تفسيراً واضحاً للضرورة التي تستدعي هذا الإجراء العاجل.

ختاماً: ينتهي الأهالي إلى تأكيد دعمهم لأي قرار يصب في مصلحة الطلاب، والعملية التعليمية، شريطة أن يكون مدروساً ومعلناً مسبقاً، ليتسنى للجميع التخطيط المناسب. ويوجهون من خلال “صحيفة الجماهير” مناشدة أخيرة وملحّة للمسؤولين في مديرية التربية بحلب لإعادة النظر في القرار، ودراسة البدائل المطروحة التي تحافظ على مستقبل هذه الشريحة المهمة من طلابنا المتفوقين، الذين يمثلون رأس المال الحقيقي لمستقبل البلاد.

** بانتظار الرأي الٱخر..
من جهتنا في صحيفة الجماهير، و حرصاً على ايصال صوت من تواصل معنا من الأهالي من منطلق رسالتنا ودورنا الذي يمليه علينا واجبنا المهني، والتشاركي مع مؤسسات الدولة، حاولنا  التواصل مع مديرية التربية في حلب لسماع وجهة نظر الطرف الٱخر، والحصول على رؤية رسمية حول الموضوع منعاً لتضخيمه وتحميله أكثر مما يحتمل، ولم نتلقَ رداً حتى لحظة النشر. وسنواصل متابعة الموضوع، ونشر أي جديد حول الموضوع.