جهاد جمال…
تكتسب زيارة السيد الرئيس إلى روسيا الاتحادية ولقاؤه بالرئيس فلاديمير بوتين بعداً استراتيجياً يتجاوز البروتوكول الدبلوماسي إلى إعادة تعريف العلاقة بين دمشق وموسكو على أسس جديدة قوامها استقلال القرار الوطني وسيادة الإرادة السورية بعيداً عن أي اصطفافٍ شرقي أو غربي.
فالقيادة السورية الجديدة تنطلق من رؤية واضحة بأن مصلحة سورية يجب أن تبقى البوصلة الوحيدة التي توجه علاقاتها وأن الانفتاح المتوازن على جميع القوى الدولية هو الطريق الأنسب لحماية الأمن الوطني وضمان استقرار البلاد
واليوم تأتي هذه الزيارة لتؤسس مرحلة جديدة من التعاون القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وخاصة في ظل السعي الروسي لرفع العقوبات المفروضة على الشعب السوري في مجلس الأمن وإعادة الاعتبار للدور السوري في المنطقة
أما محلياً فإن الزيارة تفتح الباب أمام إعادة تعريف الحضور السوري في الداخل بما يضمن أن تكون كل أشكال التعاون والعلاقات الخارجية منسجمة مع المصلحة الوطنية لا مع حسابات الآخرين.
مشاركة رئيس الاستخبارات السوري في الوفد الرسمي تعكس بوضوح أهمية الملفات الأمنية و تؤكد أن الدولة السورية الجديدة تتعامل بجدية مع كل ما يتعلق بأمنها الداخلي وموقعها الإقليمي
روسيا التي وقفت إلى جانب الشعب السوري قبل ان تنحرف البوصلة أيام النظام البائد تمتلك اليوم القدرة والإرادة للمساهمة في إعادة الإعمار وهي شراكة تنطلق من المصالح المتبادلة إذ تدرك موسكو أن استقرار سورية هو ركيزة لاستقرار المنطقة بأسرها.
ومن هنا فإن الزيارة تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون المتوازن بين البلدين أساسها الاحترام والسيادة والمصلحة المشتركة
إنها ليست مجرد زيارة رسمية بل خطوة نحو ترسيخ معادلة جديدة في العلاقات الدولية لسورية بعد انتصار ثورتها العظيمة .
قد يعجبك ايضا