محمد مهنا..
منذ اللحظة الأولى التي خرج فيها الأحرار مطالبين بالحرية والكرامة كان واضحا أن قوة الأحرار أقوى من كل أدوات القمع فقد واجه الثوار آلة البطش بصدورهم ورغم الألم والخسارات إلا أن جذوة الثورة لم تنطفئ بل تحولت مع الزمن إلى قوة راسخة تحمي نفسها وتبني مؤسساتها في المناطق المحررة وتخلق واقعا جديدا رغم الظروف الصعبة لقد كان النظام الفاسد يعتقد أن القوة وحدها كفيلة بإسكات الأصوات الحرة لكن الأحرار أثبتوا أن إرادة الأحرار لا تقهر وأن التغيير يولد من قلب المعاناة وأن الحق ينتصر مهما طال الزمن ومع مرور السنوات بدأت ملامح الانتصار الأخلاقي والسياسي والعسكري تظهر بوضوح فالثورة استطاعت كشف حقيقة النظام أمام العالم وأثبتت أن من يحكم بالحديد والنار لا يمكنه أن يستمر إلى الأبد كما أن المؤسسات الثورية نمت وتطورت وأصبحت أكثر قدرة على خدمة الناس وتحقيق الأمن والاستقرار النسبي رغم كل التحديات كما أدرك العالم أن الأحرار ليسوا مجرد أرقام في نشرات الأخبار بل هم روح الثورة ونبضها يقاتلون من أجل حياة أفضل وحقوق عادلة
و انتصار الثورة لم يعد مجرد حلم بل حقيقة تتجسد باصرار الأحرار على بناء سورية الجديدة سورية العزة والكرامة
وكل يوم يمر يثبت أن دماء الشهداء وتضحيات المعتقلين والمهجرين لم تذهب هدرا بل رسمت طريق الإزدهار لسورية العظيمة و الذي لن يعود عنه الأحرار مهما اشتدت العواصف وفي النهاية فإن الثورة السورية التي بدأت صرخة في الشوارع تحولت إلى مشروع وطني لا يموت وإلى إرادة جماعية لا تنكسر وإلى مستقبل يبنيه الأحرار بأيديهم لتقوم دولة جديدة تحافظ على كرامة الإنسان وتعيد لسورية مكانتها التي تستحقها.
قد يعجبك ايضا